تأتيك لحظات تجعل من تأملك بوتقة تصطلي هدوءك..، وسكينتك..
فإذا ما تركتها مغلقة تبركنَت تفتتك أشلاءً..، وأنت في غفلة عن التئامك..
وإذا ما أسلمت بوابتيها للهواء..، طافت بك في دوامات توديك بلا عقلك..!!
كل الذي تدريه من الطريق التي تلتهمك في شعابها..، وتعرّجاتها..، والتواءاتها..، وطولها..، هو أنك واحد كما الذرة في جسد الغبار..!!
أنت تدعي تصالحك الدائم مع نفسك..، بينما كلامك..، وفعلك لا يقولان عنك هذا..،
أنت ترى السطوح باتجاهاتها..، وتفاصيلها مدى ناظريك..،
وتلتقط أذنيك كلَّ هسيس..، ووجيب..، ونقنقة..، وزقزقة..، واصطفاق الريح بالأشياء، وبذاتها مدى سمعك في الآماد...!
ولك مع اللمحة..، والطيف ، والأشياء، والشخوص، والعقول، والنفوس.. والكائنات حكايات من التوافق..، والتعارض..، والقبول..، والرفض..
غير أن لا حيلة لك عن التعايش بأي شكل لتزدرد الحياة مع كل أولئك..
الحياة التي تتنفسها استيقاظاً..، ونوماً..، وعياً..، وغفلة..، رضا..، وسخطاً..، قبولاً..، وصفحاً..!!
أنت تفقد مصالحتك على كل الأحوال..، لتغدو كما ينبغي لأي الأحوال..، فتعيش تماماً حتى تنفق على مضض..، أو بتكلف..، أو في انغماس، أو تذمُّر..، أو في استغراق..، دوماً على محك..!!
سيرورتك تتسرمد في فكرة بقائك..، ومدار منافعك..، وسديم متعك..
الحياة لك مضمار.. وحصانك تعب دوماً من الكر والفر..، وزاودتك وحدك من يزنها..!!
حتى الذي تحسبه حبا خالصاً في القلب دون منفعة، تجرد نفسك من معرفة حقيقة أنّ كل الذي يتماس في التعايش مع ما يتماس ذو منفعة ، بما في ذلك الحليب الذي يدره ثدي الأم، والدفء الذي يشيعه محضنها.. تتبادل بهما المنفعة..
منفعة القدرة لأن تمارس الحياة مع..، وتتعايش في دولاب نواميسها.. مع المتدولبين معك..!!
لا تتصالح دون أن تندمج في تبادل أخذ..، وعطاء..
حتى المتناحرين هم ذوو منافع..، والمسالمون في المنفعة يتساوون..
وكذا يفعل مختلف البشر المتقابلون في الدروب..،
عند مصادر المعاش.. ويمَّ موارده..
وبكل عزف يرددون على أديم الحياة التغني به..!
فإن اصطليت نفسك جلدتها.. أو سجنتها..،!
أطلقتها..، أو حررتها..
فأنت في لحظات التأمُّل ستكتشف فداحة صنيعك بذاتك في الحياة التي تهدرها، وأنت تتبركن داخل البوقة..، أو تتشظّى خارجها..!!
مع أنّ الحياة حلوة.. وأنت يمكنك أن تتلاءم..، وتتكامل.. وتسعد..
لكن لا حقيقة في أمر حلاوتها، إلاّ عندما تكون الورقة مرهونة بختم السعادة الخلاصة والرحيق..!..،
ممتدة لاستلامها اليمين..
حين تبدأ الحياة بنبض اليقين فيك..،
وتنتهي بيقين الرجاء فيه..!!