يشير الدكتور محمد فتحي في كتابه (الإبداع والنبوغ) الصادر ضمن كتاب المجلة العربية إلى أن الإبداع والنبوغ نتاج لما يحدث من تفاعل لدى التقاء أبعاد متعددة تخص الفرد وموضوع الابداع والبيئة المحيطة.
ويقول: ظل الناس ينظرون إلى الابداع والنبوغ والعبقرية على أنها مجرد موهبة والهام.. يقف الدارس عاجزاً أمامها وحين اضطرت ظروف المنافسة بين المجتمعات الدارسين إلى تمحيص الأمر على نحو أعمق لما لنوعية النتاج البشري من تأثير فعال في المنافسة والنهضة ذهبت الدراسات كل مذهب وفي كل اتجاه.
ويقول: لا جدال في أن هناك مصادفات مؤثرة تعترض طريق مبدع ونابغ المستقبل وأحد الأمثلة البارزة الجلية في هذا الصدد تتصل بزمن ومكان ولادة ونشأة المرء، فلم يكن لموتسارت أن يكون هذا المبدع الموسيقي الفذ، ولا لنيلز بوهر أن يكون هذا الفيزيائي الفذ إن ولدا في غابات افريقيا مثلاً ؛ إذ إن أقصى الممكن لموسيقي في هذه الحالة هو تقليد الطيور بينما يحتاج العمل السيمفوني إلى كم هائل من المعارف والمعلومات والمهارات، وقس على ذلك مسألة النبوغ في مجالات عديدة أخرى.