صدر للكاتب الأستاذ عبد الله عمر خياط كتابان هما: من السبت إلى السبت.. وعزيزي فلان.. والكتاب الأول اشتمل على مقالات كتبها الخياط خلال الفترة من 7-8-1389هـ حتى 17-12-1390هـ ويقول الأستاذ الخياط في أحد المقالات:
أدينا صلاة العصر وخرجت مع الصديق حسين سجيني إلى شوارع الرياض نقضي بعض لوازم الافطار فمررنا بالبطحاء وكانت الروائح فيها تضطرنا لسد أنوفنا وأوصلنا السير إلى الحلة، صم أذني صوت طفل يستجير وتلفت يميناً وشمالاً فإذا بي أجد صبياً يتلوى من الألم وقد انهال عليه أحد الفحول ضرباً.
واقتربت من الصبي علّي أستطيع انقاذه من يد ذلك الذي أفرغ حقده كله في ساعة استغفار، فإذا بي أفاجأ بالانذار من الضارب بعدم الاقتراب من الصبي بقوله: هو ولدك والا ولدي..
ثم قوله: شوف شغلك يا عمي وامشي!
ولكني رغم الإنذار تدلخت وأبعدت العصا عن جسم الصبي، وهدأت من غضب الوالد الذي قال: بأنه خرج من الصباح ولم يعد حتى الآن، وقد خرج للبحث عنه فوجده لاهياً في السوق.
صورة عادية من واقع الأسواق ولكنها ليست عملاً عادلاً بل وأكاد أقول: انه الظلم.
فقد يظلم الانسان نفسه ويظلم أهله ويظلم ابنه، كما يظلم الغير؛ فالرجل يؤدب ابنه وهو عمل محمود أما أن يضربه على تلك الصورة في وسط الأسواق وبكل الغضب فذلك ما لا يمكن استساغته.
والكتاب الثاني للأستاذ الخياط عنوانه (عزيزي فلان) وكتب مقدمته الأديب عبد الله الجفري رحمه الله.. وقال: عبد الله عمر خياط لاشك أنه (ما نشيت) يطلع أحياناً نارياً باللون الأحمر، وأحياناً عشبياً باللون الأخضر وكثيراً ما يظهر هذا المانشيت كقوس قزح، شكل ألوانه في سماء الصحافة كألوان الطيف وترك على أعمدة عكاظ بصمات عديدة تحسب له، وإن كان هناك من يفتش بالضرورة عما يحسب عليه!
كان محباً لتنويع صفحات الجريدة وكانت الصفحة السابقة إحدى نغماته أو هي مازورة من أجمل ما أبدع صحفي.. كان يتحسس فيها التثقيف والاطلاع واختلاف الأذواق في القراءة والكتابة، وذلك من خلال إسناد مسؤولية هذه الصفحة لمحررين متعددين يتناوبون على اعدادها يومياً.
ويقول الأستاذ الخياط في إحدى رسائل الكتاب:
عزيزي: إن الحياة مدرسة ولا يفلح في استيعاب دروسها وكل ما فيها دروس وعبر إلا من فتح الله عليه وتفتحت بصيرته!!
إن أنجح الناس في هذه الحياة هم المتخرجون منها المتلقون دروسهم من دروبها وأبعاد الأحداث فيها!
كل شهادة مهما ارتفع مقدارها لا تغني عن تجارب الحياة.