ساد هدوء حذر في وقت متأخر من الليلة الماضية الاحياء الشمالية من العاصمة اليمنية صنعاء، بعد اشتباكات عنيفة خلفت قتلى وجرحى. وقالت مصادر خاصة لـ«الجزيرة» إنه تم التوصل الى تفاهم بوقف مؤقت لاطلاق النار بانتظار ما سيسفر عنه لقاء للرئيس عبد ربه منصور هادي، مع مبعوث امين عام الامم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، والذي عاد من محافظة «صعدة» بعد يومين من المباحثات مع زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي.
وكات قد تصاعدت حدة الاشتباكات حتى الساعة الثامنة من مساء الجمعة في عدة مناطق شمال العاصمة اليمنية صنعاء، بين المسلحين الحوثيين من جهة ومسلحي حزب الاصلاح مسنودين بوحدات من قوات الجيش. من جهة اخرى شن الطيران الحربي اليمني عدة طلعات في صنعاء، نفذ خلالها عمليات قصف لمواقع يتمركز فيها الحوثيون شمال وشمال غرب المدينة. وسقط عشرات القتلى والجرحى من مسلحي الحوثيين وحزب الاصلاح وقوات الجيش في مواجهات الجمعة، كما تحدثت مصادر محلية عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، في حي»الجراف» الذي يشكل الموالون لجماعة الحوثيين أغلبية بين سكانه، واتهم الحوثيون قوات الجيش اليمني باستهداف الحي بعدة قذائف. في تلك الأثناء اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ، جماعة الحوثيين بالعمل على تنفيذ اجندات خاصة والتخطيط لعملية انقلابية.
وقال الرئيس هادي خلال لقاء مع سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية الخاصة بتسوية الازمة في اليمن ،إن هناك محاولات تصعيدية وانقلابية تقوم بها تلك القوى لإسقاط الدولة وهو ما اتضح جلياً من خلال التصعيد الأخير من جانب الحوثيين. واشار الرئيس اليمني إلى أن ما يجري في صنعاء ، يؤكد أن الشعارات التي كان الحوثيون يرفعونها في بادئ الأمر..» تحت عناوين ومطالب شعبية ماهي إلا غطاء وقد كشفت اليوم الحقائق والنوايا المبيتة على الأرض». وفي الوقت ذاته أعرب المبعوث الاممي الى اليمن، عن أسفه البالغ لتدهور الأوضاع في العاصمة وصنعاء ووصولها إلى حد استخدام السلاح في وقت تتواصل الجهود من أجل التوصل الى حل سلمي للازمة. داعياً إلى ضرورة وقف جميع اعمال العنف فورا وأن يتصرف الجميع بحكمة.