تأتي جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في إطار اهتمام الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالعلم والعلماء في كافة المجالات بما في ذلك مجال أبحاث الإعاقة.
وتتشرف الجائزة بحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وذلك تجسيداً لجهود سموه الكريم في دعم قضايا الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة، والتي من أبرزها تأسيسه لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الذي خرجت من رحمه هذه الجائزة.
وتهدف الجائزة إلى الارتقاء بمستوى البحث العلمي في مجالات الإعاقة المختلفة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، وهي تقوم على أساس فلسفي مؤداه أن البحث العلمي هو أهم الوسائل التي يمكن توظيفها للتصدي للإعاقة سواء بالوقاية منها أو التخفيف من آثارها.
والجائزة تمنح في فروع الإعاقة الرئيسة الثلاثة التالية:
1- فرع العلوم الصحية والطبية.
2- فرع العلوم التربوية والتعليمية.
3- فرع العلوم التأهيلية والاجتماعية.
وهي تخضع لأعلى مستويات التحكيم العلمي العالمية، حيث تمر بثلاث مراحل؛ مرحلة الفرز الأولي، ومن خلالها يتم استبعاد الإنتاج العلمي الذي لا تنطبق عليه شروط الجائزة بموجب المؤشرات الكمية حسب لائحتها التنظيمية، ثم تأتي مرحلة التحكيم العلمي، حيث يتم إرسال الإنتاج العلمي لأفضل ثلاثة مرشحين في كل فرع من فروع الجائزة إلى محكمين عالميين، يتم انتقاؤهم بعناية فائقة، وبعد ذلك تخضع تقاريرهم إلى دراسة مستفيضة من قبل لجنة الاختيار الدولية، وهي مكونة من رئيس وأعضاء لجنة الجائزة، بالإضافة إلى عدد من الخبراء العالميين.
ويبذل مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وهيئة الجائزة وأمانتها العامة ولجانها المحلية والعالمية جهوداً مضنية في سبيل إخراجها بالصورة التي تنسجم ومكانة المملكة، وتليق بمقام صاحب الجائزة، وتخدم العلم والعلماء في مجالات الإعاقة المختلفة.
وقد فاز بالجائزة في دورتها الأولى للعام 1435 هـ / 2014 م فرع العلوم الصحية والطبية سعادة البروفيسور فوزان بن سامي الكريع، وهو يعمل عالماً بارزاً، وباحثاً مبدعاً، وخبيراً متميزاً، ومستشاراً متمكناً في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أما في فرع العلوم التربوية والتعليمية، فقد فاز بها الزوجان آن ترمبل، ورثرفورد ترمبل، وهما المؤسسان والمديران المشاركان لمركز بيتش للإعاقة بجامعة كنساس في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي فرع العلوم التأهيلية والاجتماعية، فاز بها كل من سعادة البروفيسور هيو هر وهو يعمل أستاذاً متميزاً بمعهد ماستيوتس للتكنولوجيا، وسعادة البروفيسورة مارجريت ستاينمان، وهي تعمل أستاذاً متميزاً بجامعة بنسيلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبتأمل هذه الأسماء التي تمثل نخبة النخبة في مجالات اختصاصاتهم، يتضح أن الجائزة - منذ بدايتها الأولى - وهي تعد مؤشراً للأداء، ومعياراً للإنجاز، ومقياساً للتميز في مجالات أبحاث الإعاقة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، ففوز سعادة البروفيسور فوزان الكريع بهذه الجائزة في فرع العلوم الصحية والطبية يدل دلالة أكيدة على مدى التقدم والرقي الذي بلغته المملكة العربية السعودية في مجال العلوم الصحية والطبية المعنية بأبحاث الإعاقة، وفوز العلماء المتميزين الأربعة في الولايات المتحدة بالجائزة، يظهر المكانة العلمية الرفيعة التي تتفرد بها الولايات المتحدة الأمريكية في مجالي التربية الخاصة والتأهيل، كما يوضح أننا في العالم العربي ما زلنا في حاجة ماسة إلى دعم البحث العلمي في مجال الإعاقة، وتوفير البيئات العلمية التي تمكن العلماء والباحثين العرب من المنافسة العالمية في هذين المجالين وصولاً إلى تقديم أفضل الخدمات والبرامج والنشاطات التي تثري حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وترقى بمستوى أدائهم المجتمعي.