ليس قصوراً بأحد أو تقليلاً من أمانته والثقة به، لكني أعتبر الدكتور عبد الله البرقان أحد أشرف وأنزه العاملين باتحاد الكرة، وقد توقعت منذ رمضان الماضي أن يواجه حملة شرسة جداً، لأنه اختار النظام الذي يوقف تهور بعض رؤساء الأندية ووكلاء اللاعبين ويفضح زيفهم المادي وكذبهم ودجلهم أمام الجماهير ويرميهم بزاوية ضيقة جداً لتلقي لكمات الأنظمة والترنح من وجعها ..!!
البرقان ليس منزهاً عن الخطأ أبداً، لكنه اختار العمل على الصلاحيات الممنوحة له قانونياً، واختار أيضاً المنطق، فليس من الاحترافية أن يوقف التسجيل عن ناد بسبب تعنّت لاعب تم التأكيد على استلامه مستحقاته بجدول زمني بينما يريدها كاش ..!!
البرقان يدرك تماماً أنّ هناك أندية متورطة بفضائح مالية تحتاج للتحقيق الرقابي من الجهات المختصة بسبب عدم مطابقتها للواقع، فرئيس نادٍ يتعاقد مع لاعب لا يساوي المائة ألف بمليونين، ثم يتعاقد مع لاعب رفضته الأندية بمليون ونصف المليون، ويورط ناديه بالديون ويهرب، جدير بأن يجعل من لجنة الاحتراف حائط الصد، لاستعادة النادي توازنه بالقدر الكافي من النظام عبر جدولة المستحقات التي تم التورط بها، وهذا ما يرفضه البعض رغم قانونيته بحسب صلاحيات اللجنة ..!!
بعيداً عن الرؤساء، هناك وكلاء لاعبين دخلوا المهنة سابقاً، وأخذوا الرخصة دون أن يحققوا شرط إجادة اللغة الإنجليزية وهم يعرفون أنفسهم جيداً، ولو طبق البرقان النظام عليهم لما بقي سوى خمسة فقط منهم، وللأسف يهاجمون البرقان لأنه أراد أن يجعل منهم أناساً محترفين ,,!!
من لديه مستمسك على البرقان فليقدمه لاتحاد الكرة وسيأخذ حقه، أما العويل والصراخ فلن يجدي أبداً، بل يظهر بوضوح أنّ رياضة كرة القدم السعودية تتعرض لأبشع صور التآمر على التعافي والنظام ..!!
الساعون للنظام والمتباكون عليه لا ينطقون حرفاً واحداً ضد لجنة الحكام، برغم مذابح الحكام الفاضحة وأخطائهم غير المعقولة هذا الموسم، التي قد تطيح بأحلام وآمال أي فريق، وهي أخطر من أخطاء الاحتراف - إنْ وجدت -، لكن يبدو أنّ المخرج لم يأمر بعد..!!
ستتعافى الكرة السعودية بهمة رجال أمثال البرقان وغيره من المخلصين، وستسقط أقنعة الزيف الإعلامية، فمن غير البرقان استطاع أن يسدد مستحقات لموتى بقبورهم، ومن غير البرقان استطاع أن يوقف مهازل الجهل المالي ؟؟
لا أحد طوال تاريخ كرة القدم السعودية ..
ألا يستحق وسام التميُّز ..؟؟
بالتأكيد .. نعم ..
قبل الطبع
الذين يجعلونك تعتقد بما هو مخالف للعقل، قادرون على جعلك ترتكب الفظائع .. ( فولتير)