نحتفل في مثل هذا اليوم من كل عام بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وهي الذكرى الرابعة والثمانون لمجد عظيم وماضٍ تليد، وحاضر زاهٍ، ومستقبل مشرق.. وفيها نستذكر بكل فخر واعتزاز سيرة عظيمة لقائد فذ، تجلت فيه صفات البطولة في أبهى صورها، جاهد وناضل لتوحيد أرجاء هذه البلاد بعزم وشجاعة، وقاده لذلك إيمان صادق وتوحيد خالص ورجال مخلصون.. فطيب الله ثرى عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وجزاه الله خير الجزاء عما قدمه لبلاده وأمته، فقد أرسى دعائم الحكم، ووضع الدستور المستمد من شرع الله، فبسط العدل، ونشر الأمن، وبنى دولته على منهج من الوسطية، فتحقق الرخاء والاستقرار، واستتبت الأمور، فتفرغ - يرحمه الله - لإرساء قواعد دولته الفتية، فوزع المسؤوليات في الدولة، وأقام علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسمياً، وتم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية.
واهتم - يرحمه الله - بالتنمية؛ فأمر بتوسعة الحرم النبوي الشريف، وعم الرخاء أرجاء البلاد، وسارت بخطى واثقة وعرى قوية وسياسة ثابتة وواضحة، ثم جاء من بعده - طيب الله ثراه - من استلم الراية، وهم أبناؤه (سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله) فكانوا خير خلف لخير سلف، وأكملوا مسيرة البناء، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه. وتوالت منجزات هذه البلاد المباركة حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي تبوأت المملكة في عهده مكانة عظيمة، وشهدت منجزات عملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة، تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، وتم في عهده تنفيذ أكبر توسعة يشهدها الحرمان الشريفان؛ ما سهل ويسهل على المسلمين أداء عباداتهم بكل سهولة ويُسر، وتحقق للشعب السعودي في عهده العديد من المنجزات الكبيرة في شتى المجالات؛ فقد تضاعفت أعداد الجامعات، وافتُتحت المعاهد والكليات، وأُطلقت برامج التطوير في التعليم، وأُنشئت المدن الاقتصادية والاستادات الرياضية، وأقر نظام البيعة، وطور نظام القضاء، وحرص - رعاه الله - أن يعم الخير أرجاء الوطن. ومنطقة القصيم - كغيرها من مناطق المملكة - حظيت وتحظى بهذا الخير المتدفق، والعطاء المنهمر، والنماء المستمر.
وفي مثل هذا اليوم لا بد أن نؤكد أن المواطنة الصادقة والقيادة الحكيمة هي الحرز الذي يحمي هذا الوطن من كل كيد، ويجعله دوماً في المقدمة شامخ العطاء قوي البنيان. كما أن الرابط بين المواطن والحاكم يقوى مع الزمن، ويصمد أمام كل المحاولات البائسة لزعزعة هذه الثقة والرابط المتين.
ونحن نعيش الربيع الـ84 لهذه المملكة العربية السعودية، وهو الربيع الحقيقي الذي بدأت بواكيره منذ أن وطئت قدما المؤسس الرياض فاتحاً ومطلقاً عهداً جديداً من الخير، عمَّ أطراف الوطن.
وحق هذا الوطن علينا أن نتمسك بوحدتنا ووطنيتنا، وأن نستفيد من الدروس والعِبر حولنا، ونحمي كل ذرة رمل في أقصى حد من حدود هذا الوطن المعطاء.
فنسأل الله أن يحفظ بلادنا وقائدها وولي عهده وولي ولي عهده والشعب السعودي الكريم من كل سوء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، ونسأله تعالى أن تعود هذه المناسبة علينا وعلى بلادنا ونحن من خير إلى خير، ومن عطاء إلى عطاء أكبر وأشمل.