يحق لنا أن نفخر بما تحقق من أمن وأمان وطمأنينة وبما تحقق من منجزات حضارية شملت جميع القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والنقل والمواصلات والصناعة والزراعة والكهرباء والماء.
فقد حرص الملك الموحد وأبناؤه من بعده وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل تحقيق العزة والكرامة والعيش لأبناء هذا الوطن وكانت حزمة القرارات التاريخية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين هذا العام تصب في تحقيق الحاضر المجيد والغد المشرق بإذن الله.
ولذا وجب على المرء ان يدعو بالرحمة للإمام المؤسس وأبنائه من بعده وأن يتوجه بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالصحة والعافية وان يحفظ الله ولاة الأمر وان يوفقهم لخدمة الدين والبلاد.
اتجهت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بالسعي نحو تحقيق الأهداف التنموية وبالجهود المتميزة للوصول إلى الأهداف المرسومة ضمن أهداف خطة التنمية المرحلية وبعيدة المدى للمملكة.
أصبح للمملكة وجود عميق في المحافل الدولية، وفي صناعة القرارات العالمية حيث شاركت في قمم العشرين التي عقدت في واشنطن ولندن وتورنتو. وتمكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وشكلت عنصر دفع قوي للصوت الإسلامي والعربي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.
واتسمت السنوات الماضية بالكثير مما تحقق فيها من إنجازات ومكتسبات شملت كل ركن من أركان المملكة وكل فرد من أفرادها, مراتب عالمية متقدمة حيث توالت الإنجازات تلو الإنجازات في مسيرة التطور والنجاح وكل ذلك يصب في مصلحة الوطن والمواطن، تجسدت فيها أسمى ملامح التلاحم، وسادت بين الشعب وقيادته روح المحبة والتفاهم.
ولأن الانسان هو محورالتنمية وباعثها اهتم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالتعليم فقد تضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى ما يقارب ثلاثين جامعة، وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
كما شهدت المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عددا من الإنجازات المهمة، منها إنشاء مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض إلى جانب العديد من المدن الاقتصادية، كمدينة جازان الاقتصادية، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل.
وأصدر حفظه الله عددا من الأوامر الملكية التي غطت مجمل احتياجات المواطن كدعم رأس مال صندوق التنمية العقارية بمبلغ إضافي أربعين ألف مليون ريال لتمكينه من إنهاء الطلبات على القروض والتسريع في عملية الحصول على القرض، وإعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض صندوق التنمية العقارية للأغراض السكنية الخاصة المستحقة عليهم دون أية شروط وإعفاء جميع المقترضين من صندوق التنمية العقارية للأغراض السكنية الخاصة من قسطين لمدة عامين حرصاً منه على تحقيق سبل الراحة والعيش الكريم لأبنائه المواطنين.
كما اصدر تعليماته حفظه الله ببناء خمسمائة ألف وحدة سكنية في كل مناطق المملكة، وتخصيص مبلغ إجمالي لذلك قدره مائتان وخمسون مليار ريال.
ولاهتمامه أيده الله بمسيرة التعليم خصصت في عهده ـ حفظه الله ـ أكبر ميزانيات في تاريخ المملكة للتعليم، حيث بلغ عدد الجامعات الحكومية 25 جامعة تضم 500 كلية تتوزع على 76 مدينة ومحافظة، بالإضافة إلى ثماني جامعات أهلية.
وفتح الابتعاث الخارجي - أيده الله - ليصل عدد المبتعثين إلى نحو 120 ألف طالب وطالبة، يدرسون في أكثر من 34 بلداً حول العالم.
وامتدادا لعناية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالله بالتعليم وحرصاً على أبنائه المبتعثين وتلمسا لاحتياجاتهم وجه حفظه الله بإلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حاليا والمنتظمين بدراستهم على حسابهم الخاص في المعاهد والجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا ونيوزيلندا بعضوية البعثة.
فعهد الملك عبدالله وهو عهد تميزت فيه المرأة، فقد أعطاها الكثير والكثير حتى أثبتت وجودها وأثبتت ذاتها. وأؤكد أن المرأة السعودية حققت إنجازات ومكاسب على كافة الأصعدة في عهد خادم الحرمين الشريفين ما لم تحققه من قبل وهذا يجعل المسؤولية على عاتقها أكبر لتكون بالفعل شريكاً إستراتيجياً في دفع عجلة التقدم والتنمية والتحول إلى التنمية المستدامة في شتى مناحي الحياة جنباً إلى جنب مع الرجل في مملكتنا الغالية.
ولا ننسى جهوده حفظه الله في محاربة الإرهاب والتطرف الديني والفئة الضالة من الإرهابيين؛ إذ امتدت جهود المملكة إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب ودعم هذا المركز (بمائة مليون دولار) لتفعيل دور المركز. وقد سبق هذا دعمه لمجال الحوار بين الأديان على قاعدة الاحترام المتبادل بانعقاد المؤتمر العالمي للحوار في العاصمة الإسبانية مدريد.
ولا يسعني في النهاية إلا أن أدعو الله أن يعيد علينا ذكرى يومنا الوطني ونحن ننعم بالأمن والاستقرار.