يأتي اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز بالثقافة والفكر والأدب امتداداً لما كان عليه والده المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي دشن الانطلاقة الأولى لعصر الثقافة والفكر والأدب الذي تشهده المملكة اليوم بدءاً بانشاء المدارس والمراكز العلمية وترجمة وطباعة الكتب وتوثيق المخطوطات واقامة مجالس الذكر والثقافة التي دأب المؤسس رحمه الله على اقامتها صباح ومساء كل يوم في مجالسه الخاصة والعامة وكان يحضرها أبناؤه ويحرصون على النهل من معينها ويجلب إليها أشهر المؤلفين والأدباء والمثقفين من مختلف أنحاء وطننا العربي.
ومن هنا كانت البذرة الأولى لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله ورعاه بالثقافة والمثقفين يشهد عصره الميمون طفرة ثقافية تمثلت في تبنيه ورعايته لاقامة المناشط الثقافية والمؤسسات الفكرية والاثرائية والتي سنعرض جانباً منها عبر السطور التالية وذلك كجانب من جوانب النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا وتفاخر بها وهي تحتفل بعامها الرابع والثمانين لذكرى يومها الوطني المجيد.
حيث تشكّل الرؤية الثقافية والفكرية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جزءاً أساسيًا من مشروعه الحضاري للإنسان العربي والسعودي وغيضًا من فيض عطاءاته المتنوعة, حتى باتت الثقافة بمعناها الواسع مرتبطة بجهوده حفظه الله. وحاضرة في الوقت نفسه في (العقل) العربي السعودي و(الفعل المؤسسي) فالذين يعرفونه عن كثب, يلمسون مدى اهتمامه بالعلم والثقافة باعتبارها مناط التقدم بالعقل البشري نحو آفاق المعرفة الرحبة وبالتالي نهضة المجتمعات وتطورها والسعي بها إلى مزيد من التقدم, يترجم ذلك ما نلمسه من منجزات وعطاءات ثقافية وفكرية على امتداد مشواره, داعياً إلى صيانة المجتمع والحفاظ على أفراده من كل الأفكار المنحرفة والهدامة التي تقود أبناءه الى الضياع و التشرد والشك والحيرة, حيث وضع نصب عينيه منابر ثقافية وحضارية, تحمل رسالة التنوير والتطوير, لجميع فئات المجتمع السعودي والعربي, مثل: المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض, مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني, مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين, مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء وغيرها من المؤسسات الثقافية والخيرية.
ويؤطّر حفظه الله مشروعه الحضاري والثقافي لهذه المنابر بقواعد ثابتة وأخرى متغيرة, فـ(الثابت) في مشروعه, هو الدين الإسلامي الحنيف ..الدستور الربّاني. الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. و (المتغير) لدى 5 في هذا المشروع الحضاري, التطوير المستمر والانطلاقة الدائمة نحو التجديد في أعمال هذه المنابر, ودعمها بالطاقات البشرية والمادية..حتى تفوقت هذه المؤسسات والصروح الحضارية في إيصال (الرسالة) السعودية الواضحة ليس إلى مثقفي العالم العربي بل مثقفي العالم, كونها منابر ملائمة للحوار والنقاش بين الثقافات والحضارات اللذين يدعو إليهما على بساط من العدالة والوسطية والسماحة والسلام.. وستظل هذه المنجزات بإذن الله حاضرة في الأذهان وعالقة في الوجدان لأنها كالشجرة الطيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربّها.
ومع أن الجميع -تقريباً- يعرف (مهرجان الجنادرية) كحدث تاريخي بارز وتظاهرة ثقافية سنوية. و (مكتبة الملك عبدالعزيز العامة) كصرح حضاري ثقافي سعودي عملاق. و (مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني). كقناة رائدة للتعبير عن وحدة الوطن ونبذ الفرقة, (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) كمنشأة وطنية تفردت باكتشاف الموهوبين ورعايتهم, و (مؤسسة الملك عبدالعزيز للدرسات الإسلامية والعلوم الإنسانية) في المغرب, كمركز إشعاع علمي وحضاري في العالم العربي, إلا أن قراءة (ما) وراء كل هذه العالم الوطنية الثقافية, و (من؟), هي ما يجب الوقوف عنده...
وسيبرز حتماً عند ذكر هذه الصروح الثقافية الحضارية اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ينطلق دائماً في جميع توجهاته وأفعاله من ثقافة إسلامية وعربية أصيلة, فدعمه الفعّال للمكتبات والقراءة كان امتثالاً لـ (اقرأ) أول الأوامر الإلهية نزولاً في الإسلام ووقوفه الدائم خلف (الحوار الفكري) جاء تفعيلاً (للمجادلة بالحسنى) و إقامته لمهرجان ثقافي للوطن, كان من قبيل (التحدث بنعم الله).
وفي هذا الإطار تحديداً تتضح معالم دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في صياغة دور جديد للمرأة السعودية , ينسجم مع متطلبات العصر, ولا يتعارض مطلقاً مع هويتها الإسلامية والعربية, تسهم من خلاله في بناء مجتمعها , متسلحة بالعلم, متدثرة بالفضيلة. ففي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة, كانت المكتبة النسائية وفي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وجدت المشاركة النسائية والحضور المتميز. وفي مهرجان الجنادرية. تواصلت الفعاليات الثقافية النسائية. وهذا الدور الجديد الذي مارسته المرأة السعودية ولا تزال. جاء وفقاً لرؤية الملك عبدالله الموغلة في تشبثها بجذورها الإسلامية.
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة:
مؤسسة خيرية ثقافية سعودية..رأسمالها: يتعدى مليون مادة معرفية وثقافية دخلها السنوي: أكثر من ربع مليون قارئة و قارئ أرباحها: تبدأ من جيًل سعودي واعٍ, ولا تنتهي أبداّ!
فور دخوله, سيتوقف زائر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة قليلاً, وللحظات,كي يحاول أن ينفصل عن صخب الحياة بالخارج. ويستطيع ان يتوافق مع هدوء المكتبة ودفء أجوائها والتي استقبلته وتستقبله دائماً بالأبيض, بياض أروقتها...جدرانها..قاعاتها, هذا الأبيض الذي تكتسبه دائماّ في استقبال زائريها ومرتاديها كدعوة مفتوحة ودائمة, مفادها: أنتم هنا لتصفو أذهانكم, وتتغذّى عقولكم.
وعند استجابة ذهن الزائر لدعوة الصفاء هذه, سيشعر بروح المكان تحتويه ليصبح جزءاً من عالم المكتبة, عالم تشكل الأفكار معالمه, وكنوز المعرفة ثرواته.عالم..تحدوه معارف لا حدود لها, ومناخه ثقافّي على مدار العام .
سيجد الزائر عند توغله أكثر في عالم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة, أن هناك الكثيرين غيره ممن سبقوه وانضموا إلى هذا العالم, ليمارسوا وعيهم في جو يسوده السلام و الألفة, مستنشقين هواءً فكرياً نقياً, وناهلين من معين معرفي ثقافي, يحوي روائع الكتب, ونفائس الموسوعات وبدائع المخطوطات, وكثير من التراجم والمعاجم وأوائل الصحف والمجلات والكتب العربية. وعندها سيتساءل حتماً: لمَ لا ينضم إليهم؟!.
وعلى الرغم من انتمائها للمستقبل, وتسخيرها لتقنياته وأدواته في خدمات المعلومات, إلا أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ستأخذ زائرها أيضاَ في جولة أخاذة إلى عمق الماضي البعيد, وذلك عند تجوله في قسم مقتنياتها النادرة والتي قاربت82 ألف مادة تضم مخطوطات وكتبا وثائق وعملات وصورا وخرائط نادرة. غّيب الزمان أصحابها, فآثرت المكتبة أن يولدوا من جديد.
وقبل أن يغادر سيتذكر زائر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة يوم الخميس من رجب من عام 1405هـ تاريخ ولادة هذا المكان ثري المعارف والأفكار والثقافات ليعرف بأن عمر المكتبة قد شارف على العشرين عاما ازدحمت ساعاتها وأيامها وشهورها بالإنجازات والفعاليات والأنشطة الثقافية والفكرية.
ولن ينسى حتماً بأن المكتبة, عالمه الجديد, ستكون في استقباله دائماً, ببياضها المتجدد, كل يوم, منذ ساعات الصبح الأولى إلى ما قبل منتصف الليل.ليكون في استطاعته أن يقضي جل يومه في رحابها, وبين أرجائها.
وفور خروجه, سيتأمل زائر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة قائلاً وللحظات, لتتجلى أمامه وبوضوح, العلاقة التي تربط ما بين (الابيض) الذي كان في توديعه منذ لحظات, وما بين مفهوم الخير, هذا المفهوم الذي قامت وتقوم من أجله مؤسسة خيرية سعودية, اسمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
ولن يتعجب حينما يعلم بان مؤسسها والرئيس الأعلى لمجلس إدارتها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود..لن يتعجب: لأن عبدالله بن عبدالعزيز هو ملك الخير..في مملكة الخير.
جسر ثقافي
ولم تقف جهوده الجليلة في دعم الثقافة والمثقفين عند حدود وطنه, بل جاوزتها لتصل إلى أقصى المغرب العربي! فطموحات الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة العلم والمعرفة أكبر من ان يحتويها حد او إقليم! ..هي طموحات سيسهب (التاريخ) حتماً في ذكرها, وستعجز عن اختصارها ( الجفرافيا)!..
فها هي (الدار البيضاء) تزداد (بياضاً) وتزدان باحتضانها صرحا ثقافيا علمي آخر, يتقاسم مع نظيره الاكبر في الرياض, مكتبة الملك عبدالعزيز العامة, دلالة (الأبيض) ومفهمومه, إنه الخير, هذا الذي قامت وتقوم من أجله-أيضاً- مؤسسة خيرية سعودية عربية إسلامية, اسمها: مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية. والتي أصبحت اليوم
مركز إشعاع علمي حضاري إسلامي.. وجسر تواصل ثقافي ممتد... يربط مشرق العالم العربي بمغربه.. تٌنظم فيه الأنشطة الثقافية والعلمية.. ويخُدم فيه طلبة العلم والباحثون...و تقٌام فيه المعارض والندوات والمحاضرات.
أنشودة التاريخ
كإنجاز ثقافي آخر, ومهم, حققه الملك عبدالله, وما زال جاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام سنويا في الجنادرية, لترسيخ قيم وثقافة المملكة العربية السعودية, مستقطباً آلاف الرموز الثقافية والفكرية العربية والعالمية, ليتفاعلوا مع أرباب الفكر والثقافة السعوديين, مطلعين عن كثب على الحركة الثقافية السعودية, وليشاركوا السعوديين احتفالهم بهذه المناسبة الوطنية الهامة, متأملين لتاريخ المملكة وتراثها ومشاهدين شاهدين لمسيرتها التنموية الحافلة بالتطور و الإنجاز.
وهذا المجتمع الثقافي في الجنادرية يتميز عن سواه من التجمعات الثقافية العربية, يتأثر عاملي الزمان الومكان, إذ على الرغم من إقامته في أجواء حضارية تمثل حاضر المملكة الزاهر, إلا أنه يعيق بروح الماضي المجيد, فأقامته داخل خيمة الجنادرية, المطوقة بعمق الصحراء وامتدادها, وبكل ما تحمله هذه الصحراء من معاني النيل والأصالة و الفروسية, كان له كبير الأثر في تميزه عن سواه.
وتكمن أهمية المهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة في كونه أيضاً ناقلاً مهماً لتراث الأجداد, قام ويقوم بكل ما من شأنه حفظ التراث السعودي وإيصاله إلى الأجيال الجديدة.. إذ يعد مهرجان الجنادرية جسراً يربط الماضي بالحاضر, حيث يضطلع بدور رئيس في تبصير أجيال الحاضر بحال أجدادهم في الماضي, مما أسهم كذلك في إدارك الجيل الحالي لقيمة منجزات حاضره ومكتسباته.
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني:
حيث الوطن الكبير.... يتكلم بأصغريه (قلبه ولسانه)!
ولأنه من ألد خصوم الغلو والتطرف, اختار الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحوار, كعلاج إسلامي ناجع لداء التعصب الديني والمذهبي, وكوقاية فكرية تحصينية, تلتزم بمبدأ الوسطية في الدين منهجاً, ضد ما قد يعتريها من رياح الجهل الموبوءة بالتطرف المقيت..لينشئ الملك عبدالله مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني, ساعياً إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين مختلف أفراد المجتمع وفئاته, بما يحقق المصلحة العامة, ويحافظ على وحدة الوطن المبنية على العقدة الإسلامية.
وبنظرة تأملية فاحصة لما حققه الحوار الوطني, والذي ناقش العديد من القضايا الجوهرية الملحة, والتي فرضت نفسها وبقوة على الساحتين المحلية والدولية, كالقضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية, وقضايا التطرف والغلو, وقضايا حقوق المرأة في المجتمع السعودي, وشؤون الشباب ودورهم في المجتمع, يتجلى عمق الطرح الذي يتبناه المركز وأهميته, وتفرّد أسلوب الحوار الذي اختطه منذ بداية نشأته, متجاوزاً بذلك دولاً عديدة في ذات المضمار ولم يكتف الملك عبدالله بمتابعته الشخصية والمباشرة لشؤون المركز ولقاءاته الوطنية, بل حرص حفظة الله على أن يستقبل المشاركين والمشاركات في اللقاءات, ويحاورهم بصدق وشفافية, لتأتي هذه اللقاءات الوطنية الإضافية) كتفعيل لمبدأ الحوار الذي يؤمن الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوجوده وجدواه.
مؤسسة (استثمارية)..حقلها الإنسان.!
لم يكن الملك عبدالعزيز بن عبدالعزيز-وهو حامل لواء التقدم- ليغفل عن قيمة المواهب ودورها في رفعة المجتمعات وتقدمها, إذ ينطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رعايته للموهبة وتشجيعها, من كونها هبة ربانية وجب الحفاظ عليها, واستغلالها بما يتفق وشكر نعمة واهبها, شأنها في ذلك شان سائر ثروات الوطن و موارده.
وقيام مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. برئاسة الملك عبدالله جاء لتلبية هذا المطلب الوطني الملح, وتلافياً لاندثار المواهب وضياعها, لتكون هذه المؤسسة الوطنية الحضارية بمثابة الحاضنة الفكرية التربوية لبراعم المواهب الناشئة, تكتشفها, فترعاها, لتنمو, وتزدهر, فيقطف الوطن ثمارها.
وكمؤسسة سعودية رائدة في هذا المجال, توفر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين الدعم المادي و المعنوي لبرامج ومراكز الكشف عن الموهوبين, بغية دعم مواهبهم وقدراتهم, وتنميتها, مهيئة لذواتهم الخلاّقة كل ما من شأنه ان يساهم في تحفيز طاقاتهم الكامنة للظهور والتجلي, إذ تهتم المؤسسة بتقديم خدمات وأنشطة وبرامج تربوية خاصة, لا تتوافر عادة في المدارس, ولا يستوعبها التعليم النظامي.
فجنوح الموهوبين-كفئة خاصة- وميلهم الفطري نحو الابداع والابتكار.. يتطلب رعاية خاصة من جهة خاصة تدار من قبل مختصين, وتتولى توجيه هذا الجنوح نحو وجهته الصحيحة, و تنمية هذا الميل بما يكفل تأصيله في عقولهم المبدعة, لتقوم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة لرعاية الموهوبين بهذا الدور الوطني الإنساني الهام, برعاية ودعم واهتمام من قبل رئيسها, الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. ومع أن الجميع - تقريباً - يعرف( مهرجان الجنادرية), مكتبة الملك عبدالعزيز العامة).(مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني),(مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة لرعاية الموهوبين),( مؤسسة الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية) في المغرب, كعناوين لمشاريع ثقافية كبرى, أنشأها ويرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, لتعنى بتأسيس الفرد وتطويره, ليقوم بدوره-مرتكزاً على دعامة من الوعي والمعرفة-كلبنة في بناء مجتمعه, وتطويره,إلا أن قراءة (ما) وراء كل هذه العالم الوطنية الثقافية, و (من؟), كانت مما يجب الوقوف عنده, وأمامه, تقديراً للمُنجِز والمُنجَز.
مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز
الدولي للحوار
هو ترجمة لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تجلت بإطلاق مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومراحل مأسسة هذه المبادرة التي توجت بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بدءًا من القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت بمكة المكرمة عام 2005، مرورًا بدعوة خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد بمكة المكرمة عام 2008، وتأييد علماء العالم الإسلامي لطرح المبادرة، وما أسفر عنه المؤتمر من تبني الدعوة إلى إنشاء مركز عالمي متخصص في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وما تلى ذلك من إجراءات توجت بالتوقيع على اتفاق تأسيس المركز بين المملكة وإسبانيا والنمسا واختيار مدينة فيينا مقراً للمركز، وصولاً إلى تدشين المركز في 26 نوفمبر 2012، بحضور أكثر 850 شخصية من القيادات الدينية والسياسية والمفكرين وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إنابة عن خادم الحرمين.ومنها إطلاق ثلاثة برامج هي: «صورة الآخر» الذي يهدف إلى استبدال المفاهيم الخاطئة بين أتباع الأديان والثقافات بنظرة أكثر موضوعية ومصداقية واحترام، وعقد عدد كبير من اللقاءات وورش العمل في النمسا وأثيوبيا والهند والأرجنتين، و»مشروع الزمالة الدولية» الذي يستهدف الشباب الطامحين للعمل في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بما يمهد لوجودهم القيادي المستقبلي كسفراء للحوار في مجتمعاتهم، وبرنامج «تعاون أتباع الأديان والثقافات من أجل سلامة الأسرة والطفل وحمايتهم» الذي يقدم المركز من خلاله نموذجاً لمجالات التعاون بين القيادات الدينية في ما ينفع البشرية.