وطن ملء السمع والبصر،شعب مترابط ومتكاتف مع قيادته الحكيمة بأواصر فريدة. وحدة قل أن تجد لها نظيرا في العالم. أصداء واسعة لهذا الوطن الكبير في كل بقاع العالم. تنمية شاملة لكل مناحي الحياة نقلت تلك الصحراء القاحلة لدولة عصرية. كل هذه العطاءات والإنجازات تحققت في فترة وجيزة من عمر الزمن الطويل, وهي فترة بمقياس حضارات الأمم لا شيء.
أربعة وثمانون عاما منذ توحيد هذه البلاد على يدي المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طرزت بالعطاءات والإنجازات لتنتقل بلادنا إلى الصفوف الأولى. مؤسسات فريدة وجامعات ومدارس ومستشفيات ومطارات تضاهي كل الدول التي سبقتنا في مضمار السباق العالمي نحو الصدارة.
لم يكن ليتحقق كل هذا بعد توفيق الله لولا الجهود العظيمة لقادة بلادنا وأبنائه الأوفياء المخلصين. ماتحقق ليس نهاية المطاف وإنما البداية لكتابة أمجاد لاحقة تشهد أن الغرس قد أتى ثماره وأن الأبناء لديهم العلم والمهارات والدراية والخبرات لمواصلة المشوار في درب طويل الوصول لقمته ليس عسيرا على قادة المملكة العربية السعودية ومواطنيها، فروح الطموح والمثابرة والعمل الجاد والإخلاص سماتهم وهي صفات من ينشد التطوير ومواكبة التقدم السريع والمذهل بروح العصر الحالي , فبلادنا بحمد الله وهي تحافظ على ثوابتها وبالذات عقيدتها أمسكت بالطرف الآخر وأعني تحقيق التقدم ومزاحمة الدول المتطورة وهي بذلك تحقق معادلة يصعب على غيرها تحقيقها فهي معادلة شديدة التعقيد, لكنها تجسدت على أرض الواقع لتنقل للدول الأخرى تجربة فريدة جديرة بالتأمل والتطبيق.
اليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني 84 نستذكر مراحل التوحيد, ووضع اللبنات الأساسية لهذا الكيان الشامخ, ونتذكر بفخر كيف كنا وكيف أصبحنا اليوم.معجزات تحققت على رمال الصحراء, كيف تفجر الذهب الأسود, والذهب الأبيض والذهب الأصفر لنشهد طفرات اقتصادية فريدة ساهمت في البناء والعمار والنماء الذي شمل كل جزء على امتداد الوطن الكبير, وكيف تفجرت ينابيع الماء لتحول الصحراء إلى جنات وارفة الظلال.
عندما نتذكر كل ذلك لا ننسى ما ننعم به من خيرات نحسد عليها وطمأنينة وراحة بال, ورفاهية ينعم بها كل ساكن ومقيم, وقبل هذا نعمة الأمن وهو الضرورة القصوى لدعم الاستقرار وإطلاق العنان لمواكب العمل كي تسير إلى حيث ترسو وقد بلغت أهدافها العظيمة.
بهذه المناسبة التاريخية نقدم نحن في مجلس الجمعيات التعاونية أزكى التهاني لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله, وإلى سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي النبيل سائلين الله لهذا الوطن مزيدا من التقدم والاستقرار, ودام عزك يا وطني.