متى ولدت؟ متى تزوجت؟ متى أنجبت؟ متى ستموت (بعد عمر طويل)؟ لا أعرف من صاحب كذبة (بعد عمر طويل) هذه؟ وما علاقتها بمقولة (طويل العمر) لمن هو (أعلى منك) قدراً ومكانة وأكثر مالاً؟!
هناك من يُقال له (طويل العمر) لكثرة ماله، رغم صغر سنه؟! ففلسفة (طول العمر) من أجل جمع المال، و(العمر الطويل) نتيجة كثرة المال، فلسفة مُزعجة، والخوض فيها يجلب (القُرحة)، لذا لنتحدث عن التغيّر الذي طرأ على معدل عمر (الأزواج الجدد) في الخليج نتيجة الظروف المالية بسبب الدراسة والوظيفة وتكوين النفس (طول العمر).. إلخ؟!
رغم (الفقر) سابقاً إلا أن معدل عمر العريس آنذاك كان (دون سن العشرين)، زاد (المال) قليلاً فتقبل المجتمع أن يكون (عمر العريس) في منتصف العشرينات، واليوم هناك معدلات تتجاوز (الخامسة والثلاثين) دون اكتراث؟! فظروف الحياة تتغيّر، وعلى المجتمعات تقبل الأمر، فذهاب العمر من أجل (جمع المال) هو الطريق (لطول العمر)!
في حديث أبي هريرة (أعمار أمتي بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك) دلالة على متوسط عمر الإنسان، حيث يجب عليه أن يعمل وفق هذا المنظور والأعمار - بيد الله- من قبل ومن بعد، ولكن الخريطة الزمنية للأمة تحددت في هذه السنين!
من محاسن المجتمعات الذكورية أنه لا يوجد وصف (للرجل العانس)، فصاحب (التسعين سنة) قد يتزوج، ويتقبل المجتمع الأمر، فكلما زاد (عمره) و(كثر ماله) تحصل على لقب (طويل العمر)، بينما المسألة مُختلفة تماماً (لأختنا حواء)، التي تحاصرها الألقاب على وزن (فات العمر) مما يتطلب التخطيط الزمني المحكم للحياة؟!
قليلون يخططون لأطفالهم في بداية حياتهم وفق (المنهج الزمني)، بالإجابة على الأسئلة المتوقّعة أعلاه؟! لا أعرف كيف ستكون عليه الحال بعد أن توقّع علماء الطب تقلّص متوسط (عمر الإنسان) قريباً، ليكون ما بين (20-30 سنة) بسبب ما يُعرف بثورة المضادات الحيوية، وثبات البكتيريا، نتيجة الأكل وظروف الحياة العصرية؟!
لكن المؤكّد أن سيتقلّص الفرق بين (طول العمر)، و(بعد عمر طويل)!
وعلى دروب الخير نلتقي.