في الماضي، كان الكتّاب الحريصون على مصداقية مقالاتهم، يبذلون جهوداً مضنية للتأكد من المعلومات التي تردهم بخصوص القضايا الاجتماعية التي يطالبهم القراء بالكتابة عنها، وذلك لكيلا «يطلع» عليهم مدير العلاقات العامة في القطاع المعني، ليقول:
- المعلومات تجافي الحقيقة، وليس لها أساس من الصحة!
اليوم، تصل رسالة القارئ إلى الكاتب، مدعّمة بكل الوثائق والصور ومقاطع الفيديو، ولو يرغِب في فتح الاتصال التلفزيوني المباشر معه من موقع الحدث، لأمكن تحقيق رغبته. ولذلك، فإن «طلعات» مدراء العلاقات العامة والناطقين الرسميين، خفّتْ كثيراً. فالمصداقية التي تتيحها التقنية الاتصالاتية لم تبقِ لهم ما يفعلون أو يقولون، من ديباجاتهم الجاهزة.
إحدى مدارس العزيزية بالرياض، ظلّت إلى ما قبل الدراسة تكسّر وتبلط، وظنّت المعلمات والطالبات أن الأمر لن يستغرق أكثر من يومين أو ثلاثة لكي تنتهي هذه الورشة، لكن الموضوع لا يزال مستمراً إلى اليوم، حسب الصور المرسلة للعديد من المهتمين. وأكيد أنني وغيري سنكرر ما نقوله كل عام:
- لمَ لا تعمل مؤسسات الصيانة والترميم أثناء الإجازة الطويلة (أطول إجازة في العالم)؟! لماذا تنتظر حتى تبدأ الدراسة، ويصبح الاستمرار في العمل شبه مستحيل، في وجود الطالبات والمعلمات؟!
لقد شاهدنا مقاطع فيديو لطلبة يدرسون بدون وجود مكيفات، ولطلبة ينقلون مكيفاً من فصل لفصل، لأن مكيف فصلهم لا يعمل في هذا الجو الخانق، فمن نحاسب؟!