استطاعت المرأة السعودية أن تقطع شوطاً كبيراً بعد كفاح طويل مدعوم بقرارات سامية لتتمكن من المشاركة الفاعلة في مجتمعها، خاصة في السنوات العشر الأخيرة.
وكان لقرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله دوراً كبيراً سانداً وداعماً للمرأة حتى أن النساء يعتبرنه العصر الذهبي للمرأة السعودية، فقد شكل نقله نوعية من التهميش إلى المشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمشاركة في صنع القرار بعدة قطاعات حكومية ورئيسية أبرزها مجلس الشورى والتعليم وبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وجاء قرار خادم الحرمين الشريفين في 11 يناير 2013م بإعادة تشكيل مجلس الشورى ليمثل وجود المرأة 20% من عدد مقاعد المجلس وتعيين (30) سيدة من أقوى القرارات التي جعلت من صوت المرأة عالياً ومسموعاً بعد أن كان حضورها في الشورى كمستشارة فقط وبعدد محدود تمثل في 6 سيدات، إلى جانب قرار مشاركتها في انتخابات المجالس البلدية بحيث يحق لها الترشح والتصويت مثلها مثل الرجل علماً أن تجربة انتخابات المجالس البلدية حديثة ولم يتجاوز عمرها 6 أعوام، هذين القرارين حظيا بردود أفعال مؤيدة وسعيدة خاصة على الصعيد النسائي في جميع الأوساط والمستويات.
وخلال السنوات الماضية شاركت المرأة في صنع القرار بوزارة التربية والتعليم ففي 14 فبراير 2009م حصلت نورة الفايز على منصب نائب لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات وهي أول امرأة تحصل على هذا المنصب وفي عام 2011م حصلت الدكتورة هيا العواد على منصب وكيل للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم.
وفي وزارة الصحة حصلت المرأة على أعلى منصب لها من خلال تعيين منيرة العصيمي وكيل مساعد لشؤون الخدمات الطبية المساعدة في وزارة الصحة وهي أول امرأة تحصل على هذا المنصب في وزارة الصحة.
وكانت لطيفة أبو نيان هي أول أمرة سعودية تعيَّن بوزارة الشؤون الاجتماعية في منصب وكيل مساعد لشؤون الأسرة بمرسوم ملكي.
وفي وزارة العدل دخلت المجال القانوني وبدأن بممارسة العمل في المحاماة وحصلن على تراخيص مزاولة العمل في عام 2013م، حيث سمح لهن العمل كمحاميات ومستشارات قانونيات في مكاتبهن الخاصة، إلى جانب تعيين النساء في الوزارة نفسها في المحاكم الأسرية ومكاتب الخدمة الاجتماعية.
ولم تخل وزارة الخارجية من وجود المرأة ومشاركتها بشكل فاعل فقد عينت في عدة وظائف وعلى مستويات عالية وأعداد كبيرة في داخل الوزارة وفي البعثات الدبلوماسية.
أيضا جاء حضور المرأة في مجال الاستثمار والعمل في القطاع الخاص كبيراً خاصة بعد صدور قرارات تتمثل في توسيع دائرة عمل المرأة من خلال القرار السامي بتأنيث المحال النسائية وقصر العمل فيها على المرأة والصادر عام 1425هـ ليوقف كل معارض ويعمل على زيادة فرص ومجالات عمل المرأة السعودية، وفي مجال الأعمال الحرة والاستثمار وإن كانت التسهيلات المقدمة محدودة إلا أن قرار إلغاء الوكيل الشرعي عن سيدة الأعمال يعتبر الأبرز حيث كان الوكيل الشرعي يشكل عائقاً للمرأة في عملها، وفتح مجالات لها كانت قصراً على الرجل مثل قطاع الصناعة والاتصالات والبتروكيماويات وغيرها، كما أن منح النساء تراخيص العمل من المنزل كان إيجابياً ومناسباً لبعض السيدات اللواتي يعملن من منازلهن في مهن مختلفة مثل طهي الطعام أو الخياطة وبعض الأعمال الفنية والبيع وغيرها.
وفي مجال التعليم العالي والابتعاث للخارج ارتفع عدد المبتعثات السعوديات للدراسة في الخارج منذ إطلاق برنامج خادم الحرمين للابتعاث في العام 2012م إلى 27500، مع زيادة العدد حتى عام 2014م.
كما أنها سجلت حضوراً بارزاً في مجالات الفنون والصحافة والأدب مثل فوزية عبد اللطيف وشريفة السديري وأضواء بنت يزيد في الفن التشكيلي، ورجاء عالم التي عرف عنها بأنها صاحبة الفضل في توثيق البيئة المكية الحجازية في روايتها، رقيه الهويريني، فوزية أبو خالد وخيرية السقاف وسمر المقرن عن الصحافة والأدب.
وفي الأعمال التطوعية كانت الأميرة سارة الفيصل والأميرة موضي بنت خالد رائدات الأعمال التطوعية منذ أكثر من أربعين عاماً.