يحضرني في بداية كتابة هذا المقال مشاركتي عام 2006 في مؤتمر الإعلاميات العربيات ومقره الأردن بورقة عمل عن التحديات السياسية والاجتماعية التي تعترض الإعلامية السعودية والتي احتوت على كل ما اعتقدت أنه يقف أمام تقدم الصحفية والإعلامية السعودية، وبعد الانتهاء من طرح ورقتي التي لاقت اهتماماً وحذراً كبيرين من 75 إعلامية عربية وغربية كن يملأن قاعة المحاضرات في مؤتمر الإعلاميات العربيات في عمان، وذلك لما جاء في فحواها من حقائق تشابهت إلى حد كبير في التحديات التي تواجهها الإعلامية العربية في جميع الدول العربية والذين سبقونا في كنف صاحبة الجلالة عقوداً طويلة.
انهالت علي الأسئلة من جميع الحاضرات دون استثناء، كل الأسئلة كانت تصب في محور واحد وإن اختلفت صيغتها... من أنتم؟
اكتشفت من ردود الأفعال والشغف بمعرفة المعلومات التي يعتقدون بأني كنت أخفيها وأن ما طرحته في ثنايا الورقة كان نوعاً من التدليس والهروب من ذكر الحقيقة، إن الصورة الذهنية عن المرأة السعودية صورة غامضة وضبابية وأن الكل ينظر إلينا على أننا نساء مضطهدات مقموعات مقهورات لا نتكلم وليس لنا رأي وأن الرجل هو من يسيطر علينا ويتحكم بمصائرنا وأقدارنا، وإن كنت أنقل كيف ينظر الآخرون إلينا فأنا لا أستغرب تلك النظرة المشوهة لواقعنا، فالمرأة السعودية لا تتحدث عن إنجازاتها أبداً وتعتقد إن الحديث عنه هو نوع من الاستعراض لا تحبذه ولا يجد مدحاً واستحساناً من المجتمع ولذلك فالصمت أكثر أماناً وأفضل عاقبة من الحديث على كل حال.
لكن اليوم ليس كالأمس أبداً ولا يشبهه من قريب أو بعيد. فالمرأة فى زمن الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشاركة ومحاورة ومطالبة وفاعلة فقد كانت رؤيته -يحفظه الله- أن تكون المرأة شريكة بشكل مباشر في تنمية بلدها واستقرار مجتمعها فهي الجزء الذي يحفز ويربي النصف الآخر منه ولذلك أدركت أهمية وخطورة دورها في نفس الوقت وقامت رؤيته -يحفظه الله- على أساس تسليحها بالتعليم على أعلى المستويات ومختلف التخصصات دون استثناء لأي تخصص، كما فتحت لها مجالات المشاركات السياسية والتعليمية والثقافية والصحية فتقلّدن المناصب وشاركن في لجان على أعلى مستوى لمعرفة احتياجاتهن والوقوف على معوقاتهن..
فالرؤية الملكية السامية لا تنظر إلى تغيير حال المرأة للمدى القصير فهي ترمي إلى كفالة العيش الكريم لها أولاً وإعطائها حقوقها التي سنتها الشريعة ونادت بها السنة الشريفة ثانياً ومنحها الفرصة للمشاركة في عجلة التنمية ثالثاً فلا يمكن تجاهلها ولا تهميشها ولا إقصاؤها لأن في ذلك تراجعاً وتأخراً واضحاً لمجتمع أدرك قادته أهمية المرأة.