الحمد لله الذي خلقنا موحدين، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين، له الحمد هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، فله الحمد حمداً يليق بجلال ملكه وعظيم سلطانه.
ثم الحمد لله حمداً كثيراً الذي أنعم علينا بهذه القيادة الرشيدة، التي جعلت هدفها إقامة شرع الله وعاهدت الله ثم عاهدت الشعب بأن تجعل القرآن دستورها فما أعظمها من نعمة حين يكون الإسلام هو أساس الحكم والتحاكم، والكتاب والسنّة هما الأصل في الإدارة والتنظيم، إن قيادتنا ولله الحمد والمنّة يفخرون في كل محفل وأمام العالم كله أن سبب الأمن والرخاء ورغد العيش الذي ننعم به إنما هو بفضل قيامهم بشرع الله واتخاذهم القرآن دستوراً يستقون منه تباشير الحياة، فمن واجبنا تجاه قادتنا أن ندعولهم سراً وجهراً فالدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات يقول الإمام ابن باز يرحمه الله: (الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات ومن النصيحة لله ولعباده) فاللهم يا ربنا ويا مولانا بارك لنا في قادتنا ووفقهم بتوفيقك واجعل عملهم في رضاك وبارك في عقبهم إلى يوم الدين.
ثم الحمد لله أولاً وآخر بأن أوجدنا في بلاد الحرمين هذا البلد الآمن -مهبط الوحي- أحب بقاع الدنيا إلى الله، هذا البلد المبارك وطن المقدسات والبلد الأمين الذي اصطفاه الله واختاره من سائر بقاع الأرض وخصه بمسوغات الانفراد ما لم يتوافر في أي وطن على وجه الأرض فالحديث يلذ ويطيب والقرائح تتفتق عن جميل المعاني التي يختزنها الفؤاد تجاه هذا الوطن الغالي كيف لا هو موطن نبينا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم- الذي عبر عن محبته حين قال وهو يغادر مكة (إنك لمن أحب البقاع إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت).
إن حب الوطن ليس شعاراً يرفع بل هو استشعار ومسؤولية فإلى جانب إعزازنا وفخرنا بانتمائنا لهذا الوطن المبارك تبقى المسؤولية علينا عظيمة نتحمل فيها ما أوجب الشرع من حقوق وواجبات فإلى الإمام يا وطني ولنردد جميعاً وطن السعود سلمت للمجد.