وصف الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بأنه يوم استثنائي خلده التاريخ لكونه شهد بزوغ فجر جديد في شبه الجزيرة العربية، بإعلان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - قيام المملكة العربية السعودية، بعد انتهاء ملحمة الكفاح البطولي التي خاضها الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصون لتوحيد أركان هذه البلاد، وجمع شتاتها بعد تفرق, والقضاء على الصراعات القبلية، وتعزيز الانتماء الوطني, وترسيخ الوحدة الوطنية, وإرساء الأمن والاستقرار، وتطبيق شريعة الله في كل شؤون الدولة.
وقال في كلمة بهذه المناسبة: إنَّ من أبرز مظاهر الاحتفال باليوم الوطني تعزيز ثوابت الوحدة الوطنية واللحمة القوية بين القيادة والشعب التي تتجسد في الحب والولاء, وهو ما يتجلى واضحاً في المملكة العربية السعودية, فخادم الحرمين الشريفين أحب شعبه وكرس حياته لخدمته وتهيئة جميع أسباب رفاهيته وتحسين مستوى معيشته, فبادله أبناء الشعب الحب بالحب والولاء والسمع والطاعة.
وأشار إلى أن من أهم أدوارمجلس الشورى سعيه لترسيخ الوحدة واللّحمة الوطنية، وقيم التسامح والإخاء بين الأطياف كافة، ونبذ الخلافات والتحزبات، حيث نجد ذلك واضحا في تشكيلة أعضائه التي تمثل كافة أطياف المجتمع، وفي نهج مداولاته ونقاشه للموضوعات التي يدرسها والتي تعتمد على الحوار البناء الذي يصب في مصلحة الوطن والمواطن والمقيم.
وبيَّن أن دور مجلس الشورى في سعيه لإرساء الوحدة الوطنية؛ تجسد في دراسته في الوقت الحالي لمقترحين قدمهما عدد من أعضاء المجلس، وهما مشروع نظام حماية الوحدة الوطنية، ومشروع نظام المحافظة على الوحدة الوطنية.
ولفت الدكتور محمد آل عمرو النظر إلى أن المملكة العربية السعودية بما تعيشه اليوم من أمن وارف, واستقرار دائم ورخاء وازدهار, باتت مستهدفة في أمنها وشبابها من أعداء هذه الدولة المباركة, فتعرضت للإرهاب من قبل أرباب الأفكار الضالة, وللأسف بينهم بعض أبنائها الذين ارتموا في أحضان أهل الزيغ والضلال من خوارج هذا العصر.
وأكد أن مجلس الشورى بوصفه شريكاً رئيساً في السلطة التنظيمية, وسنداً قوياً للدولة, تبنى دراسة ظاهرة الإرهاب والعنف بكل أشكاله وجوانبه الفكرية والجنائية والاجتماعية والاقتصادية, حيث شكل المجلس في ذروة العمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة لجنة لدراسة أسباب تلك الظاهرة وسبل التصدي لها من خلال خطة وطنية لمعالجتها والقضاء عليها, واقتراح أساليب مبتكرة لتجفيف منابعها الفكرية والتمويلية تجسدت في المناصحة والحوار ومعالجة الفكر بالفكر, وتم رفع توصيات تلك اللجنة إلى المقام السامي الكريم.
كما عمل المجلس على تعزيز وتطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب والجرائم الإرهابية, وتجفيف منابع الإرهاب كان آخرها موافقة مجلس الشورى خلال جلسته الرابعة والخمسين التي عقدها يوم الثلاثاء الموافق 14 ذي القعدة 1435هـ على مشروع نظام جمع التبرعات وصرفها داخل المملكة, في سياق دعم المجلس للجهود التي تبذلها الدولة لتوجيه التبرعات المالية لمستحقيها الفعليين، وإبعادها عن أيدي الشبكات الإرهابية التي قد تخفيها تحت ستار العمل الخيري.
واستناداً على ما جاء به نظامه، أصدر المجلس العديد من القرارات التي تختص بمكافحة الإرهاب وتمويله، وذلك على النحو الآتي:
* وافق المجلس على العديد من الاتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، ومن بينها الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب.
* وافق المجلس على العديد من مشاريع مذكرات التفاهم بين المملكة العربية السعودية وعدد من الدول للتعاون في مجال تبادل التحريات المالية الخاصة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
* أصدر القرار رقم 45-44 وتاريخ 24-7-1432هـ حول مشروع النظام الجزائي لجرائم الإرهاب وتمويله.
* أصدر القرار رقم 41-30 وتاريخ 25-7-1416هـ حول مشروع الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب.
كما شدد مجلس الشورى في الكثير من قراراته التي أصدرها على التقارير السنوية لوزارات التربية والتعليم, والتعليم العالي, والشؤون الإسلامية والأوقاف, والثقافة والإعلام على أهمية ترسيخ الأمن الفكري لدى أبنائنا، المرتكز على وسطية الإسلام وتعزيز روح الانتماء الوطني, وكشف الشبهات وتوضيح المنزلقات الفكرية التي يتبناها أصحاب الفكر المنحرف, إلى جانب القرارات التي أصدرها المجلس على تقارير وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات, وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بشأن الجرائم الالكترونية, وضرورة تشديد الرقابة والمتابعة لشبكة الإنترنت, ومواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها أرباب الفكر الضال, وبعض التيارات والجماعات التي تعادي هذا الوطن وشعبه. وهذا يؤكد حرص أعضاء مجلس الشورى على شباب المملكة العربية السعودية وتحصينهم من الأفكار المنحرفة, وترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال, فديننا الإسلامي يدعو إلى المحبة والتسامح, والحوار، يقول الله تعالى {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
وأشار إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وقفت - بتوفيق من الله - موقفاً حازماً وصارماً ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي.
وأكد أن كل هذه المعطيات الإيجابية إنما تتحقق بتوفيق من الله أولاً؛ ثم بجهود حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وتتجسد أمامنا في ذكرى اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة كثمرة يانعة من ثمرات ذلك اليوم المجيد.
ورفع معالي الأمين العام لمجلس الشورى بهذه المناسبة العزيزة أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع, ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وللأسرة المالكة الكريمة، وللشعب السعودي الوفي لمليكه ووطنه, أدام الله الأمن والاستقرار والرخاء على هذه البلاد الغالية.