قال دولة السيد عبدالرؤوف الروابدة رئيس الوزراء الأردني الأسبق ورئيس مجلس الأعيان إن العلاقات السعودية الأردنية تتمتع بصيغة مميزة عن بقية الدول، رسختها آلية التعاون المميز بين القيادتين، وقامت على فهم عميق ومشترك، ورؤية متماثلة للأحداث بشكل عام.
واستطرد خلال لقائه مع الجزيرة قائلاً: إن الاشقاء السعوديين قد وقفوا إلى جانبنا كأردنيين في كل الملمات منذ الستينات حين تجاور معنا الجيش السعودي إبان العدوان الصهيوني، وصولاً إلى ما قدم ويقدم من مساعدات مستمرة يطول الحديث عنها. وفي المقابل فإن الأردن قد وقف متعاوناً في كثير من المجالات لاسيما الإدارة والتعليم والتطوير من خلال كفاءاته وخبرائه. لذا فالتعاون شامل ومتكامل في شتى المجالات.
وأردف الروابدة قائلاً: أعتقد أن هناك تماثلاً في صيغة الحكم الأبوي بين البلدين والذي يتعامل مع الشعب بتفاعل ورؤية عميقة ومستقبلية، أضف إلى ذلك أن الحياة الاجتماعية والدينية متماثلة، لذا فلا غربة فيما بين الطرفين.
وأضاف.. أن السوق السعودية مفتوحة للكفاءات والأيدي العاملة الأردنية، وفي الأردن هناك اسثثمار سعودي في مجال التعليم والصحة، وثقة متبادلة في هذا الجانب.. ونعتقد أن ما يقدم هو واجب قبل كل شيء تفرضه علينا أواصر الأخوة والدين والمحبة ذات البعد التاريخي والإنساني.
وعن التنسيق بين البلدين على مستوى القيادة، أشار الروابدة إلى أن هناك فهماً عميقاً ومشتركاً في تقييم الأحداث بين الطرفين، لذا فهناك تماثل في وجهات النظر يبدأ من الدين وصولاً إلى كافة المجالات والآفاق التي تمس البلدين وترتبط في مكونها العام والخاص، وأردف بأن العلاقة بين المسئولين في البلدين ما هي إلا انعكاس لعلاقة القادة التي تعد أنموذجاً ومثالاً يحتذى.
وأثنى دولة السيد الروابدة على ما تقوم به المملكة العربية السعودية، إذ قال: حججت عام 1964 وعرفت ما كان موجوداً، ورأيت وضع الخدمات، لكن ما جرى من تطوير عمراني وبيئي وخدماتي يفوق قدرتي على التخيل والمقارنة، فهو جهد فذ وعظيم، وكذلك هناك جهد إدراي وتنظيمي ملفت للإعجاب، فاستقبال الملايين في وقت محدد دون وجود نقص غذائي أو أمني هو معجز بشكل عام. والأردن يشارك السعودية الأمر في كونه بوابة لدخول بعض الحجيج من أوروبا وتركيا وفلسطين خاصة فئة عرب 48 الذين أتاحت لهم شعيرة الحج الفرصة للتواصل ببني جلدتهم من العرب والتمازج الحياتي بهم... ومن هنا فإننا نشكر لإخوتنا السعوديين جهدهم في تسهيل الأمور وتذليل الصعوبات أمام تلك الأفواج الهائلة من ضيوف بيت الله الحرام.
وعن خصوصية التعاون بين المملكتين، تحدث الروابدة عن الجهود المشتركة التي تبذل في مكافحة التطرف والإرهاب أو مكافخة المخدرات وغيرها.. وكل ما قد يمس الدين أو الكرامة أو الأمن فيما بين البلدين الشقيقين، وعلق دولته على مقولة سابقة لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - «أن الأردن سواد العين بالنسبة للسعودية» ونحن نقول «إن السعودية هي بياض العين بالنسبة للأردن»، فالعين سواد وبياض وفي كلا الحالين هي عين واحدة وإحساس واحد بلا شك.
ويكفي القيادتين والملكين الشقيقين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجلالة الملك عبدالله الثاني أنهما متماثلان حتى بالاسم، فهما عبدان لله وليسا عبدين لغيره سبحانه، والتنسيق بينهما كإخوة وأشقاء يصل لدرجة عميقة.
وعن مفهوم اليوم الوطني، قال دولته: هو وقفة تذكر الشعوب بأسلافهم الذين جاهدوا لاستقلالية بلادهم ولتلك القيادات الرشيدة التي سعت لتثبيت دعائم الأمن والثقة والسلم في كل شبر.. وأن على الجميع أن يسعى إلى حماية وطنه ضد كل خطر داخلي كان أم خارجي.
وعن العيد الوطني السعودي قال: هو عيد للأردنيين.. ونتمنى للمملكة أن تستمر في رقيها وتقدمها وتألقها في ظل قيادتها.
ووجه دولة رئيس مجلس الأعيان كلمته إلى الإعلاميين العرب قائلاً: العرب عرفوا الإعلام منذ بدء تاريخهم، ومن خلال خطبائهم وشعرائهم.. وأعتقد أنك كإعلامي من حقك أن تدلي برأيك دون أن تسيء لأحد أو أن تدين وطنك.. ولن يتم توحيد أوطاننا دون تمازج بالآخرين وفهم حقيقي للمسئولية.. وعلى الإعلاميين أن يتصدوا لمحاولة الاختراق والإغراق ضد القوى الظلامية التي تحاول أن تمس من أمن واستقرار بلادهم.