من يتابع صفحات الإنترنت سيلاحظ بعض الأصوات التي ضللها الفكر الداعشي وأصبحت للأسف تحت وطأة هذا التفكير الضال، ولا نقول إلا أنه ربما ينطلي عليها بعض من أفكار هذا التنظيم
الذي وضع الإسلام في دائرة الأديان الأرهابية التي ينظر إليها العالم بكل شك وريبة.. أن من يرفع راية (لا إله إلا الله) وهو يعدم ويقتل ويقطع رؤوس أبرياء أمام الملأ سيضع ديننا الإسلامي في مواجهة مع العالم الذي يرى في هذا الدين أنه دين قتل وتدمير وقطع رؤوس وتدمير ممتلكات، وليس دين سلام وتعايش وحب بين البشر.
إن هؤلاء الذين تأثروا بالفكر الداعشي هم أول من يعلم أن هذا السلوك ليس بالسلوك الإسلامي وليس هو ما دعا إليه الخالق جل وعلى أو النبي المصطفى، بل هو تفسيرات ضالة لنصوص مقدسة، وأن هذه الممارسات ليس لها في ديننا مكان أو تشريع.. داعش يا سادة هي لعبة استخبارات سورية إيرانية عراقية (مالكية) تم تأسيسها بهدف أن تكون شوكة في مواجهة القوى المعارضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وهم وضعوا أيديهم مع يد من قتل مائتي ألف من أبناء وبنات شعبه معظمهم أطفال ونساء وشيوخ ومسالمين لايفقهون في الحرب شيئاً.
نعم داعش وظفت مواقف سياسية في كل من سوريا والعراق تحت مظلة إيرانية لتحقيق هدف مرحلي في سياسات المنطقة من أجل أن تلعب دوراً مهما في فرض سياسة جديدة على سياسات بدت تتشكل في تقويض أركان نظام بشار الأسد.. وكلنا يستغرب أن تضع داعش يدها في يد هذا النظام الذي كان جنوده يألهون ويقدسون رئيسهم ويقتلون أسراً كاملة من أب وأم وأطفال.. نستغرب كيف تضع داعش يدها في يد نظام دموي قاتل لشعبه ومنتهكاً لقيم الدين الإسلامي وهم ينادون بالإسلام ديناً.
داعش تآمرت مع النظام السوري لوأد حراك المقاومة ضد النظام، فقد كانت ولا زالت تقاتل قوى المعارضة للنظام جنباً إلى جنب مع جيش النظام، وهي كذلك التي تمده بالنفط والحبوب مباشرة أو عبر عملاء مشتركين من أجل أن يستأسد النظام على شعبه ومواطنيه.. إن داعش هي منظمة إرهابية بكل المقاييس التي نراها فقد استأجرت مجرمين من كافة دول العالم وتدفع لهم مرتبات شهرية وتغدق عليهم بالمال، وإن معظمهم جاؤوا من مجتمعات عطالة ليس لهم عمل أو أمل في المستقبل في تلك الدول، ومحركهم أو لنقل معظمهم هو المرتبات التي تدفع لهم شهرياً بدلاً من التسكع في طرقات لندن وباريس وغيرها والنوم في ملاجئ.
«الهوملس» حتى الصباح، ونسبة منهم هم خريجو سجون وأصحاب سوابق ومتعاطي مخدرات وانتهاكات مجتمعية في بلدانهم.. وهذه شهادات بعض ممن كانوا مع داعش ثم عادوا إلى أوطانهم.. نحن نتمنى أن يدخل الإسلام جميع البشر، ولكن ليس بهذه الطريقة الوحشية التي يتم فيها تأجير مجرمين يقطعون رؤوس ويعدمون بالرصاص ويسوقون أعداداً كبيرة من الناس أمامهم كالخرفان في إعدامات جماعية لا ترأف قلوبهم بطفل أو امرأة أو شيخ كبير أو شخص من أهل الكتاب.. ويعملون ذلك تحت راية (لا إله إلا الله).. هذا هو الظلم الكبير الذي ترتكبه داعش في سوريا والعراق.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن الفكر الداعشي ينطلي للأسف على بعض أبناء وبنات بلادنا وبعض البلاد العربية والإسلامية وكأنهم يرون فيهم خلاصاً للبشرية وسلاماً على كل الأمم، ولكنهم يعلمون أن هذا هو تفكير مكرر من فكر القاعدة وبلون دموي يفتك بالصغير والكبير بالأجانب وبالمسلمين دون تفريق، ويعلمون أو لا يعلمون أن داعش هي فكر ضال هدفه دعم وبقاء نظام بشار الأسد.. ونستغرب الصمت الحالي من هذه الأصوات أمام مجازر يرتكبها بشار الأسد ونظامه فقط لأنه يؤيد ويدعم هذا التنظيم، بل يتمنون من هذا النظام أن يقاتل نيابة عن داعش قوى التحالف الجديد.. كما تشير إلى ذلك بعض الأصوات هنا وهناك.
ما ندعو له هو العودة إلى الرشد وإلى الحق وإلى الشريعة الإسلامية السمحاء، فهي مرجعنا وهي أساس عزتنا وعلونا بين الأمم، فالإسلام هو دين وسطي واعتدال وهو دين تسامح وإخاء وحب، ونحن نتابع جهود الجاليات الإسلامية في لندن وباريس وواشنطن ونيويورك وغيرها من جميع بلدان العالم وهي تعبر عن أصول الدين الإسلامي ودعوته العالمية لجميع البشر بلغة تسامح وحب وبسلوكيات وقدوات وممارسات صحيحة عن الإسلام والمسلمين، وجهودهم هذه هي التي اقنعت مئات الملايين من غير المسلمين في العقود الماضية إلى الإسلام، مقابل عدة آلاف فقط جلبتهم داعش تحت تأثير المال أو حب في الانتقام من محتمعاتهم أو بسبل تضليل أخرى.