مع انتهاء تنفيذ الشركة السعودية للكهرباء خطتها لحج هذا العام يكون الفنيان محمد رافع وعادل رواص قد أكملا عقديهما الثالث في المشاركة بمحفل الحج وخدمة ضيوف الرحمن من خلال شركتهما التي يعملان بها وتحديداً في المركز الذي يعتبر القلب النابض للكهرباء في الحج وهو (مركز العمليات والتحكم بالمشاعر المقدسة).
محمد علي رافع مشرف الطورائ للجهد المتوسط يتذكر بدايات عمله وكيف أنه عمل لدى الشركة قرابة 30 عاماً وأكثر ما يفتخر به طوال السنوات الماضية وحتى الآن؛ مشاركته ضمن طواقم قطاعه المشارك في الحج، واصفاً العمل في الحج بالمشرف لكونه جزءا من هذه المنظومة التي تنبض بالحياة والكهرباء في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
ويقول رافع: إن بدايته في العمل كانت على وظيفة فني بسيط وضمن مجموعة من العمالة الأجنبية وخلال السنوات التالية استطاع تدريب أجيال عديدة حتى أصبحت السعودة تمثل نسبة كبيرة جداً تتجاوز 85%، ويضيف قائلا كنا نعمل على قدم وساق مع الفنيين والمهندسين الجدد حتى وصلوا اليوم لمراكز متقدمة وإدارية في الشركة.
وأضاف رافع أنه تدرج في عمله الوظيفي من فني إلى أن أصبح أخصائي توزيع، وقد عاصر خلال تلك الفترة تحديات كثيرة، من بينها الأمطار الكثيفة التي هطلت في 12 ذي الحجة لعام 1425 هـ وكانت أياماً عصيبة لا تنسى حيث تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن أماكن عديدة خاصة بالمناطق المركزية بمكة المكرمة، وكان التنقل حينها صعبا للغاية في ظل نفير الحجيج، وواجهنا عبر فرقنا الفنية صعوبة في التنقل بالدراجات النارية لكثافة الأمطار وتدافع السيول. وبين أنه استطاع وزملاؤه من مواجهة الصعاب وإعادة التيار الكهربائي إلى مخيمات الحجاج وفي وقت قياسي مقارنة بالظروف حيث أعدناها في أقل من خمس ساعات وكان وقتها الحجاج قد أنهوا مناسكهم وفي طريقهم لمخيماتهم.
وأبان رافع أن حج عام 1425هـ ساهم في نقلة تقنية وفنية جديدة للشركة راعت فيها عنصر السلامة وجعلت في مقدم اهتماماتها حيث وفرت للعاملين أفضل الإمكانات والتجهيزات الاحترازية اللازمة التي تساعد العاملين في الميدان خاصة في أوقات الطوارئ وهذا ما ساهم لاحقاً في تقديم خدمة كهربائية أفضل لحجاج بيت الله الحرام، مبينا أنه من أوائل المباشرين للعمل في غرفة العمليات والتحكم في منى وذلك قبل موسم الحج، فضلا عن أنه آخر من يغادر.
من جانبه استرجع عادل بن خليل رواص مشرف الطوارئ للجهد المنخفض الذي يعمل بذات المركز (غرفة العمليات والتحكم في منى)، جملة من الذكريات الجميلة قبل أكثر من 30 عاماً وأهمها ما كانت عليه الكهرباء قديماً والآن من تغيركبير أصبح قوامه الشباب السعودي المدرب والذي يقود هذه المنظومة الكبيرة في المشاعر المقدسة. وأكد رواص أن الشركة لا تسمح أن تطأ قدم حاج واحد على أرض المشاعر المقدسة ما لم تكن جميع عمليات الصيانة والتجهيزات الخاصة على أتم الاستعداد وفي مقدمة ذلك عنصر السلامة، مبينا أن مراقبة الوضع داخل المشاعر يبدأ منذ شهر شوال، ويتم فحص كافة التجهيزات لأجل ألا تكون هناك ملاحظات طارئة وقت الحج.
وأضاف رواص أن عام 1403هـ كان بداية انطلاقته في المشاركة في هذا المحفل العظيم، مبينا أن هذا العام هو أول مشاركة له في المشاعر المقدسة وكانت المشاعر عبارة عن خيام تنصب عن طريق المطوفين بعشوائية مما سببت لنا معاناة وأدت إلى زيادة عدد البلاغات في المخيمات إضافة إلى صعوبة الوصول إليها نظراً لعشوائية التقسيم. واستذكر رواص حادثة حريق عام 1417هـ بمشعر منى الذي تسبب في احتراق ما يقارب من 75% من المخيمات وتلف جزء كبير من المعدات والكابلات الخاصة بالشركة.. وبين أنه تمكنت فرق الطوارئ ومراقبوها وعلى رأسهم مسؤولو الشركة تمكنوا بفضل الله من التكاتف والتعاون وتم إعادة الخدمة الكهربائية خلال 24 ساعة رغم ضخامة الحادثة.