قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء إن 400 شخص على الأقل قتلوا خلال المعركة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع بين تنظيم داعش ومقاتلين أكراد في بلدة كوباني السورية وفي محيطها.
وأضاف أن مقاتلين من الجانبين ومدنيين قتلوا.. وقال إنه وثق مقتل 412 شخصاً من مصادر على الأرض لكن يرجح أن يكون العدد الحقيقي ضعف ذلك.
فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء إن مقاتلي تنظيم داعش تقدموا إلى جنوب غرب بلدة كوباني الكردية السورية أثناء الليل وسيطروا على عدد من المباني لكسب مواقع هجومية من جانبين للمدينة.
ومن الناحية الأخرى من الحدود التركية القريبة كان بالإمكان رؤية علمين للتنظيم على الجانب الشرقي من كوباني.
وتعرضت المنطقة لضربتين جويتين بينما تتردد أصداء طلقات متفرقة.. وقالت آسيا عبد الله المسؤولة الكردية الكبيرة لرويترز من داخل البلدة المحاصرة منذ ثلاثة أسابيع إن مقاتلي داعش يستخدمون أسلحة ثقيلة وقذائف لقصف كوباني.
وأضافت هاتفياً «بالأمس وقع اشتباك عنيف.. قاتلنا بقوة لإبعادهم عن البلدة.»، وتابعت: «الاشتباكات ليست في كوباني بأكملها وإنما في مناطق معينة على مشارف البلدة وفي اتجاه الوسط.» وصعّد تنظيم داعش من هجومه في الأيام الأخيرة مستهدفاً البلدة الحدودية التي تقطنها أغلبية كردية رغم استهدافه بضربات جوية توجهها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من أجل وقف تقدمه. ويريد التنظيم السيطرة على كوباني لتعزيز حملته في شمال العراق وسوريا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات وقعت الليلة الماضية، مشيراً إلى أنها لم تكن ضارية لكنه قال إن تنظيم داعش يتقدم من الجنوب الغربي.
وأضاف أن مقاتلي التنظيم عبروا إلى كوباني وسيطروا على بعض مباني المدينة.. وتابع أن مقاتلي التنظيم توغلوا نحو 50 متراً داخل جنوب غرب المدينة.. وفر ما يقدر بنحو 180 ألف شخص إلى تركيا من كوباني بعد تقدم داعش.
وقال عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إنه تم إجلاء أكثر من ألفي كردي سوري بينهم نساء وأطفال عن البلدة بعد أحدث قتال.. وقبل الهجوم كانت كوباني التي تُعرف بالعربية باسم عين العرب ملاذاً للنازحين من الصراع السوري بين مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس بشار الأسد.. وتحول هذا الصراع إلى معارك بين مختلف الفصائل.. وعزز تنظيم داعش صفوفه بمقاتلين أجانب ومنشقين من جماعات معارضة أخرى كما حصل على مزيد من الأسلحة الثقيلة بعد أن اجتاح مقاتلوه شمال العراق في يونيو - حزيران واستولوا على الأسلحة من قوات الجيش العراقي الفارة. وقال موقع سايت الذي يرصد مواقع الحركات الإرهابية أمس إن التنظيم بث تسجيل فيديو يوضح عشرات الرجال الذين قالوا إنهم من جماعة أحرار الشام ويتعهدون بالولاء لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.. وأحرار الشام جماعة منافسة اشتبكت مع التنظيم من قبل.. وتقصف الولايات المتحدة مواقع تنظيم داعش في العراق منذ أغسطس - آب ووسعت نطاق حملتها لتشمل سوريا في سبتمبر - أيلول.
من جهة أخرى اقتحم عشرات الأكراد البرلمان الأوروبي في بروكسل أمس الثلاثاء للفت الانتباه إلى تقدم تنظيم داعش في اتجاه مدينة عين العرب السورية على الحدود التركية.
وتمكن المتظاهرون وهم رجال ونساء يحملون أعلاماً كردية ولافتات عليها صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من اقتحام بهو البرلمان بعدما غافلوا عناصر الشرطة الذين فرضوا طوقاً عند المدخل.. واعتصم المتظاهرون في الداخل بينما اقترب منهم عدد كبير من النواب الأوروبيين.
وقال رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان جياني بيتيلا بالإنكليزية: «سنناضل ضد تنظيم داعش»، مما أثار تصفيقاً. ووافق رئيس البرلمان مارتن شولتز بعدها باستقبال وفد.. وشدد على أن أسلوبهم «ربما ليس الأفضل»، إلا أنه طمأنهم لجهة «دعم البرلمان الأوروبي للجهود الدولية من أجل وقف تقدم تنظيم داعش وتعهد إيصال رسالتهم إلى الحلف الأطلسي»، بحسب مصدر قريب من البرلمان.