معالي أمين محافظة جدة د. هاني أبو راس يتصدر المرحلة قبل الأخيرة لجائزة (عمداء المدن) العالمية، وينضم لـ 25 مرشحا من مختلف دول العالم كأول عربي يصل إلى هذه المرحلة، استعدادا للترشيح النهائي مطلع يناير 2015م «.انتهى الخبر.
هذا مختصر الخبر الذي طالعتنا به وسائل الإعلام خلال هذا العام ابتداء من ترشيح د. هاني أبو راس حتى وصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة وسط ترقب أن يكون أفضل (رئيس بلدية في العالم).
وفي المقابل تطالعنا الصحف بخبر آخر مفاده «وفاة طفل إثر سقوطه في فتحة مجاري في شارع التحلية بجدة ووفاة والده معه عندما هم لإنقاذه، وهنا نقف من هول المفاجأة مبهورين، فأمامنا الشيء ونقيضه، الأمين يبحث عن جائزة، ومواطنان يسقطان في فوهة مجاري!!!. ويصبح الحدث مفارقة درامية لا تخطر على قلب أعظم سيناريست في العالم.
في تقديري أن أول فشل وقع فيه معالي الأمين أبو راس هو ترشحه لهذه الجائزة، تبعا لخلفيات السيول التي منيت بها جدة خلال السنوات الماضية، وتبعا للملابسات التي دارت حول محاكمة المعنيين بالأمر.
كان الترشح للجائزة غير موفق سواء من الأمين نفسه، أو من مستشاريه الذين أكدوا عليه ذلك، ما يشير أنهم أبعد ما يكونون عن الرأي العام الذي لم ينس قضية سيول جدة، فماذا يعني فوز د. هاني أبو راس بجائزة أفضل رئيس بلدية في العالم، إلا مزيدا من التهكم والضحك والسخرية، لأن القيمة المنتظرة لدى المواطنين هي (تلميع) جدة مما ألم بها، وليس في (تلميع) رئيس بلديتها.
وإذا كان د. أبو راس يريد تلميع (نفسه) فعليه أن يسحب نفسه من (الترشح للجائزة) تضامنا مع الابن ووالده الذان سقطا في فوهة المجاري، أو يقدم استقالته لأنه خسر (نقطة) تمثل حياة وموت للمواطنين، لو عمل بذلك لقدم له الناس (جائزة الرضى) وهي جائزة لا تقدر بثمن.
ماذا يستفيد أهالي جدة من أفضل رئيس بلدية في العالم، وهم يسيرون بحذر في شوارعها خوفا من سقوطهم في فوهة مجاري، وماذا تمثل هذه الجائزة للسكان وهم يضعون يدهم على قلوبهم عندما يرون عارضا ممطرهم، وماذا يمثل لهم الأمين نفسه وجدة ما زالت تنعى الغرقى.
الجهود التي يبذلها الأمين د. هاني أبو راس في عمله ينبغي ألا تفسدها استشارات الهوس الإعلامي, أو تحط منها مبادرات عالمية غير محسوبة، عليه أن ينتظر الجائزة التي يقدمها له أبناء جدة فرحا بتغيرها للأفضل ولا ينتظرها من مؤسسة عمداء المدن المعنية بالجائزة نظرا لحساسية الموقف.