بعد مجزرة غزة لن نبكي شهداءنا..!!
فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار بإذن الله.
ولن نندب قدرنا..!
فهذا هو قدرنا.. قدرنا الفلسطيني..!
قدر الفلسطينيين أن يقاوموا.. ويقاوموا.. ويجاهدوا.. ويستشهدوا..!!
قدر الفلسطينيين أن يواجهوا هذه الهجمة الصهيونية التي لم يسلم منها الأطفال الرضع والفتية والنساء والشيوخ والشباب حتى الحجر والحيوان والطير..!!
فكل ما في فلسطين استباحه العدو الصهيوني منذ عشرات السنين، واستباحه طوال 51 يوماً في عدوانه على قطاع غزة..!
والعالم الغربي يمارس مؤامرة الصمت والاستهتار واللامبالاة ضد الشعب الفلسطيني..!
فعلى مدى قرن من الزمان نزف الفلسطينيون من الدماء ما لم ينزفه شعب من الشعوب..!
وخلال هذه الرحلة الطويلة بين الفلسطيني والدم، ورغم شلال الدماء الذي سال على أرض فلسطين، الذي اختلط بترابها لينبت شقائق النعمان المتمثلة في شهدائنا البررة، فإن عدونا الأزلي والأبدي لا يزال مصرًّا على إبادة كل ما هو فلسطيني في ظل صمت دولي، أين منه صمت القبور..!
وأمام عالم منافق، لا يحترم إلا القوي وإن كان مجرماً وقاتلاً..!
ولا يعترف بالأخلاق والحقوق..!
يقف مع الجلاد ضد الضحية؛ ليشارك في ذبحها..!
إن لكل شعب من الشعوب رموزه الوطنية ممن صنعوا أو ساهموا بصنع تراثه الحضاري والثقافي والوطني. ويحفل التاريخ وتختزن ذاكرتنا بأسماء بارزة عديدة على مر العصور، ساهمت في صناعة أوطانها.
وفي حالة الشعب الفلسطيني لم يعد الفرد يمثل أسطورة، أو نموذجاً متفرداً بالرغم من حالات البطولة الفردية المذهلة التي برزت من خلال ملحمة الجهاد والنضال الفلسطينية المتواصلة منذ أكثر من قرن من الزمان؛ فالفرد هنا أصبح نموذجاً لظاهرة عامة، نموذجاً متوحداً في ذاته مع مجموع السكان في مواجهة الغاصب، والتحدي الحضاري والثقافي والنضالي الفلسطيني أصبح النقيض للمشروع الإسرائيلي الصهيوني بمجموعة؛ فالبطل في مواجهة عصابة القتلة، والشعب الفلسطيني هنا هو البطل الجماعي.
لا نسوق هذا الحديث من موقع العصبية الشوفينية، بل من واقع المعاناة اليومية بكل جزئياتها للإنسان الفلسطيني أينما وجد.. في المنافي والشتات، أو على امتداد مساحة الوطن الفلسطيني، أو ما تبقى من هذا الوطن في ظل هذه الهجمة الصهيونية البربرية التي يقودها مجرم الحرب «بنيامين نتنياهو» ضد كل ما هو فلسطيني..!!
لقد كان قطاع غزة - ولا يزال - مغلقاً وعصيـاً أمام الأعداء؛ فلم يجد العدو وسيلة سوى مدافع الدبابات، ومحاولة اغتياله بصواريخ الطائرات وأطنان المتفجرات والجرافات، ناهيك عن تنظيم أبشع المجازر في تاريخ البشرية بحق أبنائه!