يحق لنا في العالم العربي والإسلامي أن نفتخر بهذه اللغة العالمية التي لم يقتصر تعلمها على العرب فقط، بل الفرصة مهيأة لكل البشرية أن تتعلمها لأنها معجزه وليس الإعجاز في صعوبة تعلمها، إنما لما تتمتع به من مخزون معرفي متنوع في البلاغة والفصاحة والتذوق والجمال الأدبي، والمخزون اللفظي والتركيبات اللغوية والنحوية، وما كرمها الله به أن تكون لغة لأهل الجنة، فالله سبحانه وتعالى اختارها أن تكون لغة لخاتمة الرسالات التي كلف بتبليغها نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الإعجاز أبهر المستشرقين في الماضي والحاضر، فموريس بوكاي الذي ألف الكثير من الكتب عن الإسلام ومن أهمها ما أصل الإنسان لم يتسنّ له ذلك إلا بعد أن تعلم اللغة العربية وفنونها واكتشف معجزاتها من خلال القرآن الكريم، والتي قادته أن يسلم بقناعة دون أي مؤثرات أخرى، إذا كان هذا يحدث من المستشرقين فكيف بعلماء اللغة الذين هم ممن كانت فطرتهم وتعلموها وهم في المهد والذين رسخوا كنوز هذه اللغة وقدموها للأمة في كتب شتى تناولت جميع منظوماتها، ولم يقتصر على العرب المسلمين حتى المسيحيين من العرب يفتخرون بهذه اللغة، وألفوا المئات من الكتب التي تهتم بها في النحو والمعاجم والبلاغة والأدب، كذلك أبدع الكثير من الشعراء العرب المسيحيين في الشعر، وتفننوا بها في المهجر في بلاد الغرب، هذه الاهتمامات من العرب المسلمين والمسيحيين، تؤكد شموخ لغتنا العربية وبأنها رمز في اعتزازنا بهويتنا، فلهذا لماذا نتطاول في عقوقها وقد وصل الأمر عند البعض منهم أنه يخجل من التحدث بها حتى في المنتديات التي لا تتطلب لغة أجنبيه أخرى، كذلك الإعلانات التجارية والأسواق التجارية أصبحت تعج بأسماء غير عربية، أيضاً الفنادق أصبحت اللغة الأجنبية هي السائدة والدليل على ذلك أن موظفي الاستقبال يبادرونك بالتحدث معك باللغة الأجنبية، أيضاً وسائل الإعلام ولا سيما في الفضائيات والإذاعات معظم الذين يديرون هذه الحوارات واللقاءات لا يخلو برنامج إلا وورود كلمه من الكلمات الأجنبية والتي أصبحت أمراً عادياً، فلهذا لابد أن نعيد للغتنا العربية مكانتها وقدسيتها، ولاسيما في هذه البلاد الطاهرة المملكة العربية السعودية التي تحتضن الحرمين الشريفين اللذين هما أعز وأشرف مكان تتلى فيه اللغة العربية من خلال القرآن الكريم الذي نردده قراءة وفي الصلاة المفروضة والسنن وخلافها، وذلك بتفعيل وتنفيذلقرارات الصادرة من المقام السامي منذ سنوات والتي تركز على الاهتمام باللغة العربية، وأن تكون هي السائدة في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وكل ما يرتبط بالتعاملات داخل المملكة، إضافة إلى ما يتم الدعاية له في وسائل الإعلام المختلفة واللوحات الإعلامية والإرشادية.
والله من وراء القصد ..