رحلة الحج

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام لقول النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا). والحج فرض عين على كل مسلم قادر لما ذكر في القرآن في قوله تعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) والحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة فقط مع الاستطاعة. كتب الله لي هذه السنة أداء فريضة الحج - ولله الحمد - بعد أن انقطعت عنها لمدة تجاوزت الخمسة عشر سنة. حيث كانت آخر حجة لي عام ألف وأربعمائة وعشرين للهجرة، وتحديداً قبل مشروع توسعة الجمرات وكذلك مشروع القطار الموصل للجمرات من منى.

رحلة حج جميلة رائعة تكللت - ولله الحمد - بالنجاح مع رفقة طيبة عبارة عن حملة رسمية رافقني فيها أم عبد الله وأخوات لي كانت بالنسبة لهن حجة الإسلام أي حجة الفريضة. الكثير يسألني السؤال المعتاد الموجة لكل من يؤدي فريضة الحج (عساكم ما تعبتوا؟ ) لأرد برد موحد على الجميع (أبشرك تعبنا)، لأن الأجر في أداء فريضة الحج على قدر التعب. جاء في بعض الأحاديث في فضل الحج أن الله تعالى قال في الحجاج (انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً)، فالحاج يكون أشعث أغبر وذلك أعظم لأجره، وكذلك النَصَب قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة (إن أجرك على قدر نفقتك أو على قدر نصبك)، والنصب هنا هو التعب، فكلما كانت المشقة والتعب أكثر كان الأجر أعظم.

ككاتب صحفي وكسعودي أولا وأخيرا يحق لي أن افخر بخدمة الحجاج من خلال بلدي المملكة العربية السعودية. ما يلفت الانتباه هو مشروع توسعة الجمرات ذلك الصرح الشامخ الكبير الذي نفخر به جميعاً، فقد سهل الكثير من مهمة رمي الجمرات حقيقة لا جدال فيها مقروناً بقطار الجمرات الذي ساعد أيضاً في التخفيف على الحجيج حجهم وسهل التنقل بين المشاعر، ومن خلال ملاحظة بسيطة حبذا لو اهتم المسؤولون بامتداد القطار ليكون حلقة وصل أيضاً تصل إلى الحرم المكي أي المسجد الحرام فسيكون وسيلة مريحة لكبار السن حيث ينهكهم المشي على الأقدام لمسافة تقدر بحوالي سبعة كيلو مترات وهي المسافة بين مشعر منى والمسجد الحرام، علاوة على ذلك فانه يساعد في القضاء على زحام السيارات الناقلة لمشعر المسجد الحرام.

أهنئ الجميع على أداء فريضة الحج واسأل الله لنا ولجميع الحجاج القبول وان لا يجعل نصيبنا من حجنا التعب والمشقة فقط.