ليس هناك أجلّ وأعظم دليلاً على أهمية ما يوصف اليوم بالعمل التطوعي مما جاء في حديث رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حينما أجاب عن سؤال الأعرابي الذي سأله عن أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله - عز وجل - سرور تدخله على مسلم...» إلى آخر الحديث. ومن هنا، وانطلاقاً من تقدير جريدة الجزيرة، ممثلة في هذه الصفحة المتخصصة في الفنون التشكيلية، أحد مجالات ثقافة الوطن، وأحد روافد نهضته الإنسانية، ودعماً لنخبة من أبناء الوطن الساعين إلى رد الجميل للوطن الذي أعطاهم الكثير بالوقوف مع بقية المشاريع المختلفة التي يعيشها هذا الوطن في ظل حكومتنا الرشيدة علماً وتعليماً وعمارة للأرض والإنسان، وانطلاقاً من إيمان هؤلاء الفنانين التشكيليين بدورهم تجاه الوطن وتجاه إبداعهم، فقد أخذوا على عواتقهم رفعة إبداعهم، والأخذ بالمبدعين فيه على مختلف مستوياتهم من خلال العمل التطوعي، وبرغبة لا تحدها حدود في خدمة المجتمع التشكيلي في محيطهم (مناطق ومحافظات)، وبأقل الإمكانيات، لم تُعِقهم قلة دعم القطاع الخاص، ولم يستعجلوا الدعم الرسمي لإبداعهم مع ما يؤملون به من دعم لتسهيل سبل برامجهم لتوفير البيئة الملائمة من خلال البرامج المتنوعة للارتقاء بقدرات مواهب أبناء الوطن، وارتقاء ذائقة المجتمع، وإضفاء الجمال على مدنهم ومحافظاتهم.
موقف وطني من دهانات الجزيرة
لم يكن غريباً أن يكون للفن التشكيلي رجال يعون دور إبداعهم، وأهمية دعمه خدمة للوطن، والأخذ به إلى مواقع المنافسة في مختلف المحافل العالمية، يعملون بهمم عالية رغم محدودية دعم القطاع الخاص وغياب الدعم الرسمي لجمعية أُقرت على أنها من جمعيات النفع العام منذ تأسيسها عام 1428هـ إلى يومنا هذا؛ إذ تعتمد في الدعم لمناشطها على ما يقدمه بعض المؤسسات الخاصة والشركات، وفي مقدمتها شركة دهانات الجزيرة، الأولى في وقوفهـــا مع الجمعية، وبكل أريحية وإحساس بالمسؤولية الوطنية والقناعة التامة بالشراكة المجتمعية مع أبناء الوطن؛ إذ تبنت الملتقى الأول للجمعية على مستوى المملكة على جائزتها، وقدمت استعدادها لتبني جائزة الملتقى الثاني على المستوى المحلي والخليجي والعربي.
انتظار موقف معالي الوزير
موقف وزارة الثقافة والإعلام المتوقف عند إقرار الجمعية باعتبارها من جمعيات النفع العام تركها تبحث عن سبل الدعم. لم يفقد الفنانون منسوبو الجمعية الذين يقترب عددهم من الألف فنان وفنانة من الأمل الكبير في معالي وزير الثقافة والإعـــلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لتسجيلها رسمياً في المقام السامي، إلا أن هذا الانتظار لم يشكل عائقاً أمام استمرار الجمعية في إثبات وجودها وتحقيقها أهدافها لقناعتها بدورها الوطني.. فقد دأبت الجمعية خلال عام واحد (العام المنصرم) على تنشيط هذا الدور بالتواصل مع جهات حكومية تقدر إبداع أبناء الوطن، منها إقامة معرض بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لاختيار ما يناسب تجميل المقر الجديد للمركز، وتوقيع مذكرة تعاون مع أمانة مدينة الرياض لتجميل العاصمة مع ما يتم من تفعيل نشاط مع وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام، يمتد إلى تعاون الجمعية مع وزارة التربية والتعليم لإقامة معارض للمعلمين التشكيليين منسوبي الجمعية.
أسماء في تاريخ جمعية التشكيليين السعودية
من هنا أسهم العديد من التشكيليين في قيادة جمعيتهم في مركزها الرئيسي أو فروعها مبدعين في مجالات فنهم، وفي الوقوف معه، إيماناً منهم بأن عليهم لهذا الفن حقاً في الارتقاء به، ودعم الموهوبين فيه. وخلال الفترة القصيرة القريبة خلال العام المنصرم 1435هـ، الفترة التي تُعدُّ الأهم في حراك الجمعية السعودية للفنون التشكيلية من خلال ما تحقق لها من إنجازات، كان لهؤلاء التشكيليين المتطوعين دور فاعل ومهم، شعارهم رد الجميل للوطن، والمشاركة في بناء حضارته الحديثة. كما قال العاملون في المركز الرئيسي في الجمعية وفروعها بصوت واحد «ما نحققه من إنجازات للوطن يخفف معاناتنا» انطلاقاً من مبدأ أن على العضو واجبات، كما أن له حقوقاً.. ومنهم الفنان إبراهيم الفصام مدير إدارة متابعة الفروع في مناطق ومحافظات المملكة، والفنان فيصل العتيبي المشرف العام على أنشطة المركز الرئيسي مع ما يقدمه مديرو الفروع وأعضاء فروعهم... أسماء سيُحفظ لهم في تاريخ الجمعية السعودية للفنون التشكيلية هذه المواقف، ودورهم في تأسيسها، والأخذ بها إلى ساحة العطاء.
ساهموا بعملهم التطوعي بناء على ما جاء في لائحة الجمعية بأن من تقدم من الفنانين في أي موقع من الوطن الغالي، يبعد عن المركز الرئيسي مائتي كيلو، برغبتهم في فتح فرع للجمعية فإن لهم الحق في تحقيق رغبتهم، وكذا من يبعد عن أي فرع من الفروع بنفس المسافة، فكان لهم ما رغبوا وما يطمح إليه المبدعون في أحد عشر فرعاً تم ترشيح إداراتها بناء على اختيار جمعياتها العمومية. وقد تجاوز عدد أعضاء الجمعيات العمومية لبعض الفروع الخمسين عضواً. وتشكلت إدارات تلك الفروع على النحو الآتي:ـ
(فرع المدينة المنورة): منصور محمد الشريف - مدير الفرع، أحمد عبدا لله البار - نائب المدير، منصور عبدالحميد كردي - أمين الصندوق وفاطمة محمد رجب أمينة السر.
(فرع ينبع): سامي عبدالله البار مديراً للفرع، محمد عبدالعزيز بنتن نائباً للمدير، هاني محمد جدوي أمين السر، أحمد محمد القشقري المسؤول المالي ونادية محمد عفان - عضو.
(فرع مكة): صديق محمد واصل مدير الفرع، د. فريال عواد معوض - نائبة للمدير، عبدالله صالح باقادر المسؤول المالي، عبدالرحمـــن عبدالله السليمي - أمين السر ومنور صادقين ازرعي- عضو.
(فرع الرياض): أحمد عبدالله المالكي - مدير الفرع، فيصل عبدالوهاب الزهراني - نائب المدير، بندر زيد الضعيان - أمين السر وعبدالله عبدالرحمن الرشود - المسؤول المالي.
(فرع جدة): نهار مرزوق - مدير الفرع، الفنان هشام أحمد بنجابي - نائب المدير، طارق قزاز - أمين السر ومحمد العبلان - المسؤول المالي.
(فرع عسير): د. علي عبدالله مرزوق - مدير للفرع، معيض عايض الهاجري - نائب المدير، عبدالله حمزة البارقي - المسؤول المالي، سعيد سعيد الشهراني - أمين السر وملفي الشهري - عضو.
(الدوادمي): أحمد محمد الدحيم مديراً، إبراهيم عبدالله النغيثر - نائب المدير، محمد صالح الشعيلان - أمين السر، محمد ناصر المغيرة - المسؤول المالي وعبدالعزيز سعد البيز - عضو.
(فرع الجوف): محمد الرويلي مديراً، زيد الغنام - نائب مدير، آمنة الضويحي - أمين السر ومعجب الحواس - عضو.
(فرع الطائف): عبدالله صالح الشعلان - مدير الفرع، وفاء محمد الطويرقي - نائبة المدير، حنان فواد اليحيى - أمينة السر، صالح ضيف الله الثمالي - مسؤول مالي ومنال عبدالكريم فادن - عضو.
(فرع ينبع): سامي عبدالله البار مدير الفرع، محمد عبدالعزيز بنتن - نائب المدير، هاني محمد جدوي - أمين السر، أحمد محمد القشقري - المسؤول المالي ونادية محمد عفان - عضو.
(فرع نجران): حمدان متعب القارزي - مدير الفرع، سلطان صالح القرعاوي - نائبًا له، علي حمد الغباري - مسؤولاً مالياً، وذهب منصب أمين السر لعلي مجمل آل رملان، وعضوية هادي آل قريشة.
أنشطة تثري الساحة التشكيلية
خلال عام واحد بعد انطلاقة فتح الفروع، ومع ما واجهها من انتقادات وردود فعل، كادت تحبط هؤلاء لولا عزيمتهم وثقتهم بأنهم يقدمون ما يستطيعون من جهد، ولو بقليل مساهمة وهدية للوطن، أثروا الساحة بالمعارض وبالورش وبالمحاضرات، وبرز عدد من الفروع ذات الكثافة العددية، منها فرع المدينة وفروع مكة وعسير والطائف والرياض ونجران، مع ما بدأت بشائره تظهر في فروع الدمام وينبع والدوادمي والجوف. وكان من أبرز ما يستحق الذكر هنا مشاركة تلك الفروع في المناشط التي يقيمها المركز الرئيسي مع ما تقيمه الفروع من أنشطة باعتباره أجنحة الجمعية.