الدكتور عبدالله مناع يقول في مقدمة كتابه الجميل (كان الليل صديقي) الصادر عن دار التنوير في بيروت:
هذا الكتاب هو مجموعة تأملات في الحياة وفي الإنسان.
في حياة الآخرين وفي حياتي.. لست منفصلا عنه ولا بعيداً منها، ولقد جاءت فصوله.. استجابة لتيار غامض مسيطر على مشاعري وأفكاري.. أفراحي وأحزاني.. همومي وآمالي منذ اللحظة التي وعيت فيها معنى الحياة ومأساة الإنسان المتميز فيها بضرورة البحث عن طريق لحل معضلاته مع الحياة، مع نفسه مع ظروفه ومع الآخرين.. حل.. يتوازن فيه بين حقيقته الفانية وصعوباته المتلاحقة وزمنه المحدود وطموحاته غير المحدودة.. يقضي به إلى الانتصار المتماثل مع تميزه.
ولست أدعي بأنني قد استطعت شيئاً من ذلك بل اعترف بأن تياراً معاكساً من الخوف وجد في تربة إجلالي للفكر والكلمة وتهيبي من أن اقدم شيئاً في رحابها أرضاً صالحة لترسيخ ذلك التهيب وتحويله إلى احجام دائم وجامد.
على أنني وبين هذين التيارين قد حاولت من خلال هذه التأملات أن أجسد الإنسان المتميز في عصري.. وأن أصور قضيته وأن أدافع عنها.. وأن أقف بجانبه متمثلا قيم العدل والانصاف بحرية في الاستجلاء لا حدود لها.