أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس الأربعاء أن الولايات المتحدة ستكون «أكثر حزماً» في التصدي للتهديد الذي يشكله فيروس ايبولا في أراضيها، مطمئنا في الوقت نفسه إلى أن خطر تفشي الوباء في البلاد ضئيل للغاية. وفي ختام اجتماع أزمة مع مساعديه في البيت الأبيض شدد أوباما على أهمية مساعدة الدول الإفريقية التي تفشى فيها الوباء، واصفا هذه المساعدة بأنها «استثمار في صحتنا العامة». وقال الرئيس «لسنا أبداً في حالة شبيهة بحالة الانفلونزا حيث يكون هناك مخاطر وشيكة بحصول تفش سريع للمرض». وإذ ذكر بأن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء وبأن العدوى لا تنتقل من شخص لآخر إذا لم تظهر عوارض الإصابة على الأول، قدم الرئيس الأميركي نفسه مثالاً على ما يقول في مسعى لطمأنة مواطنيه. وقال: «لقد صافحت وعانقت وقبلت ممرضات للإشادة بالعمل الشجاع الذي قمن به باعتنائهن بمريض. لقد اتبعن القواعد. كن يدركن ماذا يفعلن وقد شعرت بأنني في أمان تام». وأعلنت السلطات في ولاية تكساس عن إصابة ممرضة ثانية اعتنت بمريض ليبيري توفي جراء الفيروس. وكما في الإصابة الأولى، فإن المريضة تعمل في القطاع الصحي وكانت تهتم بالليبيري توماس أريك دانكان قبل وفاته في 8 تشرين الأول/أكتوبر. وأكد أوباما أن ما حدث في تكساس هو أمثولة وأن السلطات استقت منها دروساً عممتها على المستشفيات والعيادات «في سائر أنحاء البلاد» لمنع تكرار ما حصل. وحذر أوباما من جهة ثانية المجتمع الدولي من أنه إذا لم يقم بما يلزم لمساعدة دول غرب إفريقيا الثلاث التي يتفشى فيها الوباء فإن العاقبة ستكون وخيمة. وقال «إذا لم نقم على نطاق دولي برد فعال قد نواجه مشاكل». وكان أوباما عقد الأربعاء اجتماعاً عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع كل من نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينزي. وقال البيت الأبيض إن أوباما طلب من القادة الأوروبيين بذل جهد أكبر في وقت أرسلت الولايات المتحدة مئات من العسكريين إلى منطقة الأزمة ووعدت بتخصيص مئات ملايين الدولارات. وتشهد الولايات المتحدة جدلا متناميا حول إجراءات السلامة غير الكافية لتجنب انتشار الفيروس بعدما بدت السلطات مطمئنة في مرحلة أولى. وبحسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية، أسفرت الحمى النزفية عن وفاة 4493 شخصاً من بين 8997 إصابة سجلت في سبع دول هي ليبييا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال واسبانيا والولايات المتحدة. وحذرت الأمم المتحدة من أن العالم في صدد خسارة المعركة ضد ايبولا فيما تخشى منظمة الصحة تسجيل عشرة آلاف إصابة جديدة أسبوعيا في غرب إفريقيا.