يحرص ضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة قبل مغادرتهم إلى بلادهم على التجول والصلاة في مساجد طيبة الطيبة التاريخية, التي يفوح منها عبق النبوة ويعيد إلى أذهانهم الذكريات العطرة، والصور الرائعة للسيرة النبويّة على هذه الأرض المباركة.
ويأتي في مقدمتها مسجد قباء الذي يعد أول مسجد أسس عـلى التقـوى وأكبر المساجد بالمدينة بعد المسجد النبوي ومن آثار المسجـد القـديم حجـر منقـوش بالخـط الكوفي القـديم يبـين تاريخ عمـارة المسجد عام 435هـ، شارك الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في بنائه بنفسه، ثم جـدده الخليفة الثالث عثمـان بن عفـان رضي الله عنه وزاد فيـه، كما جـدده الخليـفة عمـر بن عبد العـزيـز وأقـام له المئـذنـة وفي سنـة 435, تم وضـع المحـراب بـه، وفي عام 555 هـ جدده كمال الدين الأصفـهاني، ثم جددت عمـارته عـدة مرات في الأعوام 671- 733 -840 -881 هـ في زمـن الـدولة العثـمانية, وكان آخـرها في عـهد السـلطان محمـود الثـاني وابنـه السلطـان عبـد المجيد عام 1245 هـ، وفي العهد السعودي الزاهر تمت توسعة المسجد ليستوعب المصلين.
أما مسجد الجمعة الشهير فقد سمّي بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه أول جمعة حين أقبل من قرية قباء متجهاً إلى المدينة، ويبقى مسجد القبلتين أحد أبرز المعالم في طيبة الطيبة.
ومن أهم المعالم التي يزورها الحجاج القادمون إلى المدينة المنورة مسجد الفتح وقد بناه الخليفة عمر بن عبدالعزيز في فترة إمارته على المدينة بالحجارة, ثم جدد مرة أخرى، وكذلك مسجد سلمان الفارسي, وسمي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزوة الأحزاب, ومن هذه المساجد مسجد علي بن أبي طالب وبني هذا المسجد وجدد مع مسجد الفتح.
وآخر هذه المساجد مسجد فاطمة الزهراء، وهو أصغر مساجد هذه المجموعة وقد رممت هذه المساجد جميعها في الوقت الحاضر مع المحافظة على شكلها التراثي, كما قامت أمانة المدينة المنورة بتحسين المنطقة وتشجيرها فغدت كأنها حديقة واسعة تتخللها مبان صغيرة.