طرح عبد الله الكثيري موضوعاً عن مشكلة الإسكان، واقترح إيجاد 4 ضواح بالقرب من الرياض لعلها تساهم في حل هذه المعضلة.. من هنا أعقب وأقول لقد أصبت الحقيقة، ولكن هذه المشكلة التي تعتبر أزلية وسوف تستمر أبدية، وذلك بسبب أننا نحن من أوجدها وصنعها، وإلا لما تمركزت الخدمات كلها بالرياض والإنسان في أي مكان يتبع توفر الخدمات تعليمية وظيفية استثمارية ويضرب أطنابه حولها ويستقر قريباً، من أجل أن يستفيد منها، والرياض مشكلتها أن جميع الوزارات بالرياض وجميع مدن التدريب العسكرية بالرياض والمعاهد بالرياض والمدن الصناعية بالرياض... حتى أصبح المواطن الذي يعيش بالرياض يمل بالعيش فيها.. تحولت الرياض إلى أرتال من السيارات على مدار الساعة والشاحنات.. رغم الطرق العالمية التي فيها، إلا أنها لم تساهم في الحد من الزحمة.. وانعكس ذلك على أسعار الأراضي والشقق السكنية... حتى ان الشاب الذي يعيش بالرياض لا يستطيع شراء أرض ولا إقامة منزل.. لذلك فهناك توجه للهجرة العكسية من الرياض إلى المحافظات حولها مثلاً محافظة المجمعة الآن نشاهد فيها جماعة كبيرة وكليات ومؤسسات تعليمية استقطبت كثيراً من الدارسين والأساتذة من خارج المحافظة.. لذلك لو يتم أيضا إيجاد مدن تدريبية عسكرية في هذه المحافظة وغيرها من المحافظات القريبة من الرياض، حتى تستوعب أعداد الطلاب المستجدين عسكرياً.. وأيضا إنشاء مدن سكنية لمنسوبيها.. وكذلك يتم نقل الجهات الخدمية التي يتبعها المواطن إلى هذه المحافظة وغيرها سوف نجد حلولا لهذه المشكلة لأنه كما ذكرنا المواطن يبحث عن الخدمات ويأتي إليها.. لدرجة أن البعض من الموظفين يتقاعد ويبقى بالرياض لا يعود إلى مدينته... فيا ليت وزارة التخطيط تهب واقفة وتسعى لدراسة مستقبل الرياض وما تعانيه.. الرياض مقبلة على نهضة تنموية عملاقة بقيادة أميرها الشاب النشيط - تركي بن عبد الله - وفقه الله -، فيا ليت تتم معالجة مشكلة الإسكان بالرياض ومشكلة الزحام اليومي وغيره.. حتى لا يفقد الإنسان قيمة هذه التنمية بالرياض بسبب زحمتها وضجيجها بكثرة المصانع.. فالمدن الصناعية أعطت فكرة نقلها خارج الرياض أيضا نتائج جيدة، فهذه مدينة سدير الصناعية استقطبت الصناعيين وتوجهوا إليها بدلاً من تزاحمهم بالرياض... فمتى تتنفس الرياض الصعداء... ومتى نشاهد ساكن الرياض يتجول داخلها من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها بعيداً عن الزحمة.. متى تبح هذه المشكلة حديثاً من أحاديث الماضي.. وبعد حلها أصبحنا نشاهد هذه المدينة زحمتها معقولة وأسعار أراضيها بمتناول الجميع... يستطيع كل إنسان بإمكانه شراء أرض وإقامة سكن... وإلا إذا استمر الوضع على هذا الشيء سوف تستمر المعاناة .. وسوف تبقى الرياض بزحمتها المعتادة يومياً.