هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع امدادات الغاز هذا الشتاء عن الاوروبيين وذلك قبيل وصوله الى ميلانو حيث سيشارك في قمة اسيوية اوروبية. لكن قادة الاتحاد الاوروبي الذي اجتمعوا
الخميس في ميلانو مع نظرائهم الاسيويين لا يزالون يأملون بإحراز تقدم على صعيد الأزمة الأوكرانية لمناسبة لقاء يجمع الرئيسين الروسي والأوكراني صباح الجمعة على هامش هذه القمة.
ويجمع هذا المنتدى الاسيوي الاوروبي حوالي خمسين بلدا حول موضوع التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية.
لكن هذه السنة لن تكون الاجواء هادئة. فقد تراجعت البورصات الاوروبية الخميس جراء المخاوف المرتبطة باليونان والركود المستمر في منطقة اليورو. وعزا الرئيس فرنسوا هولاند هذه الازمة الجديدة التي تشهدها البورصات الاوروبية «للركود في اوروبا» و»الشكوك على الساحة الدولية». واوضح: من هنا جهودي لتعزيز النمو وضمان شروط عودته». ودعا رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي الى «استثمار اكبر في النمو واقل في التقشف».
ولكن على هامش القمة تبقى الاضواء مسلطة على حضور الرئيس الروسي الى ميلانو واللقاءات التي سيعقدها، في وقت تستمر المعارك في شرق اوكرانيا رغم وقف لاطلاق النار ابرم في ايلول/سبتمبر. وبعيد الساعة 23,00 (21,00 تغ) بدأ اجتماع بين بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، بحسب مصدر حكومي الماني، في حين افاد مصدر دبلوماسي اوروبي ان الرئيس الروسي سيلتقي بعد انتهاء اجتماعه مع ميركل رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني. وترغب موسكو في بحث المسالة الاوكرانية وكذلك موضوع «مواصلة امداد اوروبا بالغاز قبل الخريف والشتاء»، على ما افاد يوري يوشاكوف مستشار الرئيس الروسي. وعلى هذا الصعيد، حذر بوتين من بلغراد ان هذا الامداد قد لا يتأمن، متحدثا عن «اخطار كبرى» تهدد تسليم كميات الغاز في حال عدم حل الخلاف الغازي بين روسيا واوكرانيا. ويأمل الاوروبيون بحل هذه المشكلة الثلاثاء في بروكسل خلال مفاوضات مع الروس والاوكرانيين. في المقابل، اجرت ميركل محادثات مع الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو واسف الجانبان لعدم تطبيق العديد من النقاط التي تم التوافق في شانها بين موسكو وكييف في اطار اتفاقات مينسك وذلك للسماح بارساء وقف تام لاطلاق النار، بحسب مصدر حكومي الماني. ولدى وصوله الى الفندق في ميلانو بعيد العشاء الذي اقامته الرئاسة الايطالية، قال بوروشنكو امام بعض الصحافيين انه لا يتوقع سوى امر واحد من لقائه الجمعة مع بوتين: «السلام والاستقرار» في اوكرانيا. وقالت ميركل امام البرلمان الالماني الخميس قبل توجهها الى ميلانو «على روسيا ان تساهم في شكل حاسم في نزع فتيل الازمة» في اوكرانيا.
وسيعقد اللقاء بين الرئيسين الروسي والاوكراني اللذين لم يلتقيا منذ ان اجتمعا نهاية اب/اغسطس في مينسك في بيلاروسيا، بحضور عدد من القادة الاوروبيين بينهم المستشارة الالمانية والرئيسٍ هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الايطالي فضلا عن اكبر مسؤولين في الاتحاد الاوروبي جوزيه مانويل باروزو وهرمان فان رومبوي. وقال يوشاكوف ان روسيا تريد بحث «اسباب وجذور النزاع» في اوكرانيا و»آفاق عملية السلام».
واضافة الى اوكرانيا ستبحث مواضيع اخرى من شانها التسبب بخلافات بين الاوروبيين وبعض الدول الاسيوية. وثمة نزاعات حدودية عدة بين بلدان رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) والصين، تثير توترا في العلاقات بين الطرفين منذ سنوات. من جهتها ستستفيد تايلاند العضو في اسيان من هذه القمة لتعود الى الساحة الدولية منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه رئيس المجلس العسكري التايلاندي برايوت شان-او-شا في 22 ايار/مايو، وذلك رغم ان مئات المتظاهرين تجمعوا الخميس في وسط ميلانو احتجاجا على مجيئه.