تواصلت الفعاليات النوعية والتدريبية للمواهب الواعدة في مهرجان الشارقة السينمائي للطفل، وسط إجماع على نجاح الدورة الثانية من المهرجان، ولم يتوقع الأطفال الذين توافدوا على صالات العروض بمركز صحارى بالشارقة، لحضور عدد من الأفلام المشاركة في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، أنهم سيعايشون تجربة فريدة وممتعة لم يسبق لهم معايشتها.
فما إن وصل طلاب قرابة 10 مدارس من مختلف المراحل، بدءاً من رياض الأطفال، مروراً بالمرحلة الأساسية، وانتهاء بالمرحلة الإعدادية، من إمارات الشارقة وعجمان والفجيرة ودبي، إلى جانب أقران لهم من مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى فوجئوا باستقبال من فريق مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، والذين شاركوهم التجربة الممتعة وأشرفوا على توزيعهم على قاعات عروض «نوفو سينماز» في المركز، ومن ثم عقدت لقاءات للأطفال مع عدد من منتجي الأفلام وصانعي السينما المشاركين في المهرجان وسط أجواء المرح والمتعة، وشكلت فرصة للأطفال للاطلاع عن قرب على عالم السينما، وصناعة الأفلام.
واستمتع طلاب المدارس الحاضرون بعروض أفلام عدة، خلال فترة العروض الصباحية، منها: «الحلم» و»سيمفونية الوحوش» و»غذاء مع الدب» و»ظلال من الرمادي» و»الطريق» و»جدي غواص»، وغيرها من الأفلام، والتي عرض بعضها بحضور المنتجين والمخرجين لهذه الأفلام.
وأعربت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، عن سعادتها باستقبال الأطفال والتفاعل معهم في جو من المرح والمتعة، وقالت إن «المهرجان وإدارته حريصان على تلبية أحلام وطموحات الأطفال، وتقديم عروض مميزة لهم، والتفاعل معهم مباشرة، لإثراء المهرجان، وتحويله إلى تجربة تفاعلية، من خلال التواصل مع الأطفال، وجمعهم بالمنتجين وصناع السينما».
وأشارت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي إلى أن إدارة المهرجان حريصة على استقبال الأطفال من جميع المراحل والفئات، وأنها سعيدة بمشاركة طلبة مدارس الاحتياجات الخاصة وقدومهم لحضور الأفلام، مؤكدة اهتمام المهرجان بتوسيع مشاركتهم ومنحهم فرصة الاستمتاع بالأفلام مثل بقية أقرانهم.
وشارك في العروض الصباحية، إلى جانب أطفال المدارس، عدد كبير من المهتمين ووسائل الإعلام، الذين حضروا عدداً من العروض المختلفة، وعبّروا عن شكرهم لإدارة المهرجان على هذه الفرصة، التي تضمنت حضور عروض الأفلام، وعقد لقاءات مع المنتجين والمخرجين، وأشادوا بهذه التجربة الفريدة التي وفرها لهم مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل.
كما أقيم معرض «فن» السنوي للفن الإعلامي الذي يقدم لجمهور المهرجان نتاج أعمال الطلاب الذين شاركوا في ورش عمل التي عقدت بمؤسسة فن خلال عام 2014. ولقي المعرض إقبالاً كبيراً من زوار المهرجان، الذين وجدوا فرصة للاطلاع على نتاج الأطفال والناشئة المشاركين في ورش عمل مؤسسة «فن»، وإبراز إنتاجاتهم، في سياق الحرص على تشجيع تجاربهم وتنميتها، حيث تنوعت المعروضات بين مجموعة من الصور الفوتوغرافية والصور التي التقطها المشاركون من خلال هواتفهم الذكية، لعدد من الأماكن السياحية والترفيهية في إمارة الشارقة، إلى جانب عدد من الأفلام ومقاطع الفيديو المختلفة، والتي تتوزع بالمعرض من خلال عدد من الشاشات الجدارية.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، إنّ الورش التي نظمت على مدى العام الحالي، هدفت إلى إثراء تجارب الأطفال في صناعة الأفلام، مشيرة إلى أنّ فن اختتمت في أغسطس الماضي، في إطار هذا الهدف، ورشة «فن - تاستيك» لتعليم صناعة الأفلام والنقد السينمائي التي استهدفت الفئات العمرية من 10 إلى 18 عاماً، لمنحهم المهارات الأساسية في صناعة الأفلام والنقد السينمائي. وقبل ذلك، اختتمت ثلاث ورش عمل حول تصميم الشخصيات الكرتونية، والايفونوغرافي، والتصوير التجسيمي «الهولوغرام»، وجاء تنظيم هذه الورش بهدف النهوض بمستوى الفنون الحديثة، ونشر الوعي الفني والإعلامي الحديث بين الأطفال والناشئة، وتهيئة جيل إعلامي واعد.
وشهدت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل عرض مجموعة متنوعة من الأفلام الـ112 المشاركة من 35 دولة، على أكثر من شاشة، مقدمة وجبة دسمة ومتنوعة من أفلام حول العالم وتقام عروض الأفلام في كلٍّ من قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في الشارقة، وصالة عرض «نوفو سينماز» في مركز صحارى بالشارقة على فترتين صباحية ومسائية، وهي موجهة لثلاث فئات عمرية الأولى من أربع إلى سبع سنوات، والثانية من ثماني إلى ثلاث عشرة سنة، والثالثة من الرابعة عشرة فما فوق، شملت العروض الفيلم التايواني «أحب الأرض» الذي يطرح فكرة مفادها أنّ تغيير الإنسان لنظرته إلى العالم يؤدي إلى اكتشافه أموراً جميلة وممتعة، وأفلام «شجرة بونتي» و»جيردا فيج» و»موسيقى طوال العام» و»مكان للدهشة»، وأفلام «ماكس» من إخراج الإسباني ديفيد بيريز، ويعرض قصة طفل وحيد يبحث عن عائلة مثل ما لأصدقائه من عائلات، وعندما يصطدم بحاجز اليأس تتطور الأمور لتتغير حياته، و»مع الوقت»، و»اسمي دومينيك» وأفلام «ليلي الرائعة» و»خيانة» و»الحربش والضفدع»، و»الصورة الفوتوغرافية»، إضافة إلى أفلام «أحب الأرض» و»معكرونة يا» و»النافذة» و»انتبه تشاموس» من إخراج الياباني توموكو أجوتشي، والفيلم الروسي «موسيقى طوال العام» الذي يعرض مشاهد للحياة وتناغمها من خلال فصول السنة الأربعة، و»الأقلام الملونة»، و»أنور والقمر» وأفلام «ماكس» و»مع الوقت» و»اسمي دومينيك». وتواصلت العروض بفيلم «إني ذاهب إلى والدتي» و»الطيور» و»المرة الأخيرة» و»أنا والملك ووالدي» الإيراني، الذي يطرح تساؤلاً عن قدرة حب صبي لوالده وعائلته على إحداث تغيير في مملكة بحد ذاتها، وفيلم «بركة الرسم» و»رحلة إلى الطيور الحديدية» الأوكراني الذي يقدم قصة شاب منطوٍ على ذاته، و»المرة الأخيرة» و»أنا والملك ووالدي» و»أورجامي». وتواصلت العروض بقاعات أخرى بعرض الفيلم اللبناني «الحلم» للمخرجة بشرى صلاح الدين، والذي يقدم في 10 دقائق قصة الطفلة «نسمة» التي تحاول أن تصل إلى أهدافها وتحقق طموحها بتعب وشقاء، لكنها تتعلم من خلال التجربة كيف أن الحصول على ما يريده الإنسان ليس بالأمر اليسير، كما يعرض الفيلم «سيمفونية الوحش» الذي أخرجه أطفال مكسيكيون، ويتعرّض لأهمية الاهتمام بالحيوانات بدلاً من إيذائها، ثم الفيلم البلجيكي «غذاء مع الدبالبني» الذي أخرجته مجموعة من الطلاب، ويتناول أهمية التعليم بلنسبة للإنسان وحتى للحيوان، وفيلم «الدراجة» اللبناني للمخرجة هناء كراكرة وأميمة هموريم وفادية صلاح الدين وحسن عرب، ويحكي قصة فتاة عمرها 11 عاماً ترغب في ركوب دراجة مثل أخيها، ويمنعها والداها، إلى أن تسرق مفاتيح دراجة أخيها وتقودها، إضافة إلى الفيلم الإماراتي «نسايم» للمخرجة شيماء العماري وفيلم «النملة المميزة» من إخراج أطفال مكسيكيي نويدور حول أهمية الاهتمام بالحيوانات، وأفلام «ظلال من الرمادي»، «الطريق»، «الأب البدائي»، والفيلم البلجيكي «جاهونغو» الذي أخرجته مجموعة من الطلاب، وبات بإمكان الأطفال المشاركين في مهرجان الشارقة الدولي لسينما الطفل، أن يخوضوا تجربة مثيرة من خلال الفعاليات المصاحبة للمهرجان في دورته الثانية، التي تهدف إلى منح الأطفال فرصة الاطلاع على عالم السينما والصورة، وتجربة أساسيات التعاطي معها ومعالجتها.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مدير مؤسسة فن – الفن الإعلامي للأطفال الناشئة، مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، إن الدورة الحالية تضم إلى جانب المعروض من الأفلام، جناح «جوجل» الذي يوفر للأطفال من خلال تطبيقي «Google auto awesome» و»Majisto»، فرصة التقاط صور لأنفسهم ولأصدقائهم، وتعديل هذه المقاطع والصور والاستمتاع بهذه التجربة، كما ستتاح لهم فرصة تعديل هذه المقاطع والصور من خلال طرق وأساليب وتقنيات عدة، منها تغيير السيناريو والأصوات والخلفيات الموسيقية وغيرها، وأوضحت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي أنه إلى جانب جناح «جوجل»، سيوفر المهرجان للأطفال فرصة تجربة «الشاشة الخضراء»، وهي عبارة عن جناح للتصوير يقوم المشاركون فيه بتصوير مقطع فيديو ومن ثم تعديله عن طريق برنامج مؤثرات خاصة، يمكنهم من تركيب خلفيات متنوعة، بإشراف ومساعدة مختصين من ذوي الخبرة في هذه البرامج، ومن ثم ستقدم المقاطع التي عملوا عليها إليهم على أقراص صلبة لتذكرهم بهذه التجربة الممتعة، وأشارت إلى أنه في جناح معالجة الفيديو الذي يشمل عمل «voxpop»، فيتم إجراء مقابلات مع الحضور والأطفال والمهتمين، لاستطلاع آرائهم حول تجاربهم، من خلال مشاركتهم بمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، ومن ثم يتم تنسيق آرائهم في فيديو يتم إنتاجه خصيصاً للمهرجان، للاستفادة منه في الإعداد للدورة المقبلة عام 2015.
وأكدت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي أن جميع هذه الورش مجانية، وأن حضور طلبة المدارس الحكومية لعروض الأفلام في قاعة الجواهر للمناسبات كان مجانياً.
واختتمت فعاليات ورشتي عمل حول كتابة السيناريو وتدريب الصوت، أقامتهما إدارة مهرجان المهرجان، بهدف دعم المواهب الشابة في مختلف مجالات الفن الإعلامي وصناعة السينما.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، «ارتأينا أن يتضمن برنامج المهرجان لهذا العام عدداّ من ورش العمل المتخصصة بتدريب الأطفال والناشئة، بهدف تعزيز مواهبهم الإبداعية بما يخدم الهدف الرئيسي الذي قامت من أجله مؤسسة فن، وهو تعزيز ودعم الفن الإعلامي بكل أشكاله من أجل خلق جيل جديد من المحترفين في كافة مجالات الفن الإعلامي، في إطار يتناسب مع ثقافتنا العربية ويحلق بها في الفضاء العالمي.
وتهدف ورشة عمل «كتابة السيناريو» التي قدمتها الكاتبة والفنانة المسرحية السورية أمل حويجة، إلى تدريب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 22 عاماً، ولديهم موهبة الكتابة على كيفية كتابة سيناريو فيلم قصير من وحي الخيال، وتعريفهم بالعناصر الرئيسية الواجب توافرها في كتابة السيناريو.
وفي هذا الصدد، قالت الكاتبة والفنانة أمل حويجة، «كان الهدف من إجراء هذه الورشة هو تنمية وتعزيز موهبة الكتابة لدى الأجيال الشابة، من أجل خلق جيل جديد من كتّاب السيناريو، الذين يستطيعون كتابة أفلام تطرح وتعالج مشاكل الشباب، وتناقش قضاياهم وهمومهم في إطار ثقافتنا العربية وموروثنا الشرقي.»
وقدمت ورشة كتابة السيناريو، الفرصة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و22 سنة لتطوير أفكارهم وتنمية الحس الخيالي لديهم وتعريفهم بكيفية تحويل الأفكار إلى قصص نابضة بالتفاصيل الدقيقة، فضلاً عن التركيز على عنصر التشويق بدون الإخلال بالحبكة أو العقدة وأدوار الشخصيات من أجل إيصال الفكرة العامة للجمهور المتلقي.
وتركز ورشة عمل «تدريب صوت ممثل» والتي تقدمها أيضا الفنانة المسرحية أمل حويجة، على أهمية الصوت للممثل على المسرح، مؤكدة: «إنّ الصوت أحد أهم أدوات الممثل، ومن خلاله ينوع في أدائه ويوصل إحساسه ومشاعره للجمهور ليحدث التواصل بينهما.»