أسهمت جمعية إطعام الخيرية بشكل كبير في شكر النعمة عبر حفظها بقايا الأطعمة، حيث نشأت فكرتها من المنطقة الشرقية عبر مبادرة رجال أعمال شعروا أن النعمة لا تدوم إلا بشكرها من خلال المحافظة عليها، لتنتقل تلك التجربة المميزة إلى الرياض، عبر برنامج مخصص لنقل الخبرة يبدأ من مرحلة التأسيس وصولاً لمرحلة التشغيل.
وتستهدف «إطعام» تقديم خدمات إطعام الأسر المعوزة، بالإضافة إلى الأسر ذات الدخل المحدود، حيث أن فكرة بنوك الطعام مطبقة في دول العالم وتم تطبيقها في المملكة بطريقة احترافية، وهي مؤسسة غير ربحية متخصصة بالإطعام، تسعى لخلق وعي ونشر ثقافة حفظ النعمة في المجتمع من خلال إقامة معارض تثقيفية وتقديم ندوات ومحاضرات توعوية لتثقيف المجتمع بأهمية حفظ النعمة، بالإضافة لعقد اتفاقيات مع الفنادق وقاعات الأفراح لتعبئة وتوزيع الطعام الزائد بأفضل معايير الجودة والسلامة العالمية.
وتسعى «إطعام» إلى خلق أجواء وأهداف كثيرة منها حفظ النعمة وإيصال الفائض من الطعام إلى المستفيدين وفق أفضل معايير الجودة والسلامة العالمية، وخلق فرص عمل أمام أبناء الأسر المستفيدة، وإشاعة روح العمل التطوعي في المجتمع والارتقاء بالعمل الخيري بصورة احترافية.
وأشار الأستاذ عبدالرحمن بن ناصر الشبانات المتخصص النفسي أن شعور الأسى الذي ينتاب الشخص العاقل والحسرة عندما يحضر مناسبات كالزواجات وغيرها أن فائض الطعام سيكون مصيره حاويات النفايات !! الأمر الذي يجعلنا نفكر مراراً بأهمية مثل هذه المشروعات الخيرية التي تتطلب دعمها وتشجيعها وغرسها في نفوسنا ونفوس أبنائنا للمحافظة على النعمة التي نعيش بها.
ويشاركه بالرأي الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الرويس المهتم في الشأن العام أن عملية الإسراف في الطعام وخاصة حفلات الزواج أصبحت ظاهرة مزعجة وخطيرة على المجتمع الذي عاش شظف العيش في الماضي وبالتالي كان لزاما عليه أن يحافظ على ماهو فيه الآن من النعم الكثيرة، وهنا لابد من دعم وتشجيع الجمعيات الهادفة للمحافظة على البيئة، مع وجوب أن يتم التعريف بوسائل الاتصال عند وجود أي مناسبات، كما أن هناك تقاليد لابد من العمل بها وهي تغيير طريقة تقديم الأكل والمتمثلة في البوفيهات بدلا من «المفاطيح» حيث أنها لا ولن تؤكل ولابد من توعية المجتمع بتلك الملاحظات للاستفادة من الأكل المتبقى الذي لم تلمسه الأيادي.