صدم المصريون من العمل الإرهابي الذي شهدته شبه جزيرة سيناء والمتمثل في الهجوم على نقطة حراسة للجيش المصري في منطقة القواديس شرق مدينة العريش وجنوب مدينة شيخ زويد، وقد امتلأت شبكات التواصل الاجتماعي والمحطات الفضائية المصرية بالمداخلات المغاضبة من جرأة الإرهابين الذين تمادوا في أعمالهم الإجرامية ضد المواقع العسكرية ورجال الجيش والشرطة.. وقد أسفرت عملية القواديس عن مقتل ثلاثين عسكرياً و28 جريجاً بعضهم جراحهم بليغة.
ويرى المتابعون لما يجري في مصر أن هدف الإرهابيين والذين يقفون وراء هذه الهجمات الإجرامية هو كسر إرادة المصريين الذين اختاروا طريقاً يتعراض مع الإملاءات الأجنبية ولذا فقد دفعوا الجماعات الإرهابية إلى إشغال القوات المصرية من خلال تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق متباعدة في مصر، فنفذت عمليات غرب مصر بالقرب من الحدود مع ليبيا ثم تبعتها عملية أخرى في الفرافرة في الجنوب الغربي بالقرب من الحدود مع السودان بالإضافة إلى العمليات الإرهابية المستمرة في شبه جزيرة سيناء شرق مصر.. والهدف هو تشتيت القوة المصرية مع تركيز الأعمال الإرهابية في سيناء لغرض واقع ضاغط على الجيش المصري الذي يحد من تحركاته، ضغوط بنود اتفاقية كامب ديفيد التي تفرض على الجيش المصري نوعية التواجد في المناطق القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة.
القيادة المصرية مدركة لما يخطط لمصر، وبالذات تكثيف العمليات الإرهابية بعد تحالف الإخوان المسلمين من خلال قياداتهم في داخل مصر وخارجها والدول الداعمة لهم، وأن الإرهابيين يستفيدون من الخلايا الإرهابية النائمة والأسلحة المخزنة في الكهوف والمنازل التابعة لأنصار الإخوان وبالذات في العريش والشيخ زويد، ولهذا فإن القيادة المصرية ومن أجل تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على الجماعات الإرهابية وتجميع الأسلحة فقد فرضت حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في شبه جزيرة سيناء مع تصعيد إجراءات المواجهة مع أنصار الإخوان المسلمين في المحافظات الأخرى وبالذات في القاهرة والجيزة، إذ ستواجه المتظاهرين من طلبة الجامعات إجراءات مشددة، كما لوحظ هجوم مركز على بعض الإعلاميين وممن يطلقون على أنفسهم نشطاء حقوق الإنسان، إذ طلب منهم التفريق بين الإرهابيين وبين المتظاهرين وبالذات بين طلبة الجامعات، لأنه لا يجب أن يقوم المتظاهرون بحرق ممتلكات الجامعات وبيوت الطلبة خاصة وأن هؤلاء الطلبة يتلقون دراساتهم الجامعية بالمجان وعليهم الحفاظ على ممتلكات الوطن وليس حرقها، وقد طالبوا بعض مقدمي البرامج والصحفيين محددين بالأسماء بدعم جهود الدولة والمؤسسات العسكرية والأمنية أو الذهاب إلى بيوتهم.
غضب المصريين الذي ترجمه العديد من البرامج التلفزيونية يهدد بإشعال ثورة مضادة ضد الإرهابيين ومن يدعمهم في الداخل والخارج وهو ما ينبئ بتشدد في الإجراءات ومواجهة التظاهرات وطبعاً العمليات الإرهابية المنظمة.