قال شهود عيان إن عناصر من القوات المسلحة المصرية تقوم بعمليات تمشيط واسعة النطاق شمالي سيناء في ظل تحليق مكثف للطيران العسكري وخاصة المروحيات وسط توقع بقيام القوات المسلحة بعملية واسعة لاستهداف كافة البؤر الإرهابية.
وقال مصدر عسكري إن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول صدقي صبحي يدير الأمر بنفسه، ويتابع تطورات الموقف الأمني على الأرض. وأوضح المصدر أن قوات الجيش الثاني الميداني تقوم بمطاردات وعمليات عسكرية واسعة الآن شرق مدينة العريش، لتعقب المسئولين عن الحادث الإرهابي المجرم.
وتشهد محافظة شمال سيناء منذ صباح الجمعة، انقطاع تام في شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت، بالتزامن مع شن قوات الجيش الثاني الميداني حملات عسكرية، على مدن المحافظة المختلفة، وذلك من أجل إحباط مخططات الجماعات الإرهابية، في استخدام أجهزة اللاسلكي في تفجير المنشئات والمؤسسات العسكرية عن بعد، وأيضاً لقطع الاتصالات بين العناصر المسلحة. وأكد مصدر عسكري أن القوات المسلحة تقود حربا شرسة في سيناء، ضد عناصر إرهابية مسلحة مدعومة من دول عديدة، وممولة بالمال والسلاح لخدمة أهداف نشر الفوضى والعنف في مصر. وأوضح المصدر أنه لا توجد عمليات عسكرية بدون خسائر على الإطلاق، أو يمكن الانتصار فى كل مراحلها، لافتا إلى أن الحرب ضد الإرهاب، حرب من نوع خاص تعتمد بشكل أساسي على الأعمال الجبانة، ولا يمكن لأي دولة مهما كانت متطورة أن تسيطر على نتائجها. وكشف المصدر أن الإرهاب في سيناء يتلقى تمويلات ضخمة من دول عديدة في منطقة الشرق الأوسط، وتدعمهم تلك الدول بالمال والسلاح القادر على إحداث فوضى في البلاد وإرباك المشهد العام، بما يؤثر على استقرار مصر مستقبلا، إعاقة خطط التنمية والتحول الاقتصادي، التي بدأتها الدولة خلال الفترة الماضية.
وبيّن أن العمليات العسكرية في سيناء تخضع لخطط وتوجيهات إستراتيجية متعددة، يشرف عليها قادة وضباط متخصصون، وتتم في إطار شديد من السرية والكتمان حفاظا على التخطيط وسير العمليات، لافتا إلى أن هناك عمليات ضخمة تتم على أرض سيناء في الوقت الراهن من جانب قوات الجيش الثاني الميداني، بمعاونة القوات الجوية وطائرات الأباتشى الهجومية، التي تقوم بقصف عنيف لمواقع جماعات تكفيرية بمناطق جنوب الشيخ زويد وشرق العريش.
وكان قد عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعا طارئا أمس السبت برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي ورئيس الأركان الفريق محمود حجازي وكافة أعضاء المجلس، عقب الحادث الإرهابي الذي استهدف نقطة عسكرية تابعة لقوات الجيش شمالي سيناء. وتم خلال اجتماع المجلس اتخاذ الإجراءات الميدانية العاجلة المتعلقة بتنفيذ قرار رئيس الجمهورية في منطقة شمال سيناء، بالإضافة إلى كافة المناطق الحدودية لمصر.
من جانبه أشاد اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والإستراتيجية، بقرارات مجلس الدفاع الوطني، عقب حادث العريش الإرهابي. وأضاف أن هذه الإجراءات ستستكمل بقرارات أخرى قد لا تعلن عنها، في اجتماع المجلس العسكري، موضحاً أنه ليست بالضرورة أن تنشر تلك القرارات، لكنها بداية لقرارات لضبط إيقاع الوضع الأمني في شمال سيناء.