المصري الذي فقدَ ابنه البكر الذي تعوّل عليه العائلة بأن يعود ليخفف العناء عن والده وإعاشة أفراد العائلة بعد أن ينهي خدمته العسكرية لا يدري لماذا يُقتل هذا الابن «المجنّد» في الجيش لحماية الوطن برصاصة من إرهابي قادم من أرض فلسطين...!!
المصريون فقدوا خلال الأعوام الثلاثة منذ بدأت «هوجة» الربيع العربي مئات الرجال، أغلبهم من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة، وأكثرهم من المجندين والذي لا يعرفه غير المصريين أن هؤلاء المجندين هم أبناء الأسر المصرية التي تنتظرهم بعد أداء واجب الخدمة العسكرية الوطنية، بعضهم يتوجه من «الغيط» إلى ثكنة التدريب العسكري لينهي فترة الخدمة العسكرية، مجنّداً في وحدات الجيش أو الشرطة ليعود إلى حقله ويشارك في إعالة أسرته، بعضهم يُؤجل زواجه حتى إنهاء الخدمة العسكرية، والبعض يتوجه للخدمة العسكرية بعد أن ينهي دراسته الجامعية، البعض يتدرب كضابط كونه من حملة المؤهلات العليا، إلا أن البعض ورغم تخرجه من الجامعة يرفض احتسابه من حملة المؤهلات العليا، ويظل يخدم مجنّداً لأن فترة بقائه في الخدمة العسكرية أقل بكثير من خدمة زميله الضابط، والسبب أن الخريج يريد أن يعود إلى عائلته ويساعد والده بتحمل تكاليف إعالة العائلة، وتظل العائلة تنتظر ابنها المجنّد سواء خريج الجامعة أو الفلاح أو «الصنايعي» الذين يتشوّقون إلى مساعدة أسرهم بعد أن يؤدوا واجب الخدمة العسكرية.
هذا المجنّد المُنتظر من عائلته، فجأة يعود لأسرته جثة هامدة بعد قتله من الإرهابيين لتتبخر أحلام الأسرة بمشاركة الأب تكاليف إعاشة الأسرة.
ماذا يُنتظر من هذه الأسرة المكلومة؟.. وماذا سيكون موقفها حينما تتوارد الأنباء بأن ابنهم الذي يؤدي الخدمة العسكرية الوطنية للدفاع عن الوطن، قتلته رصاصة أو عبوة متفجرة، أو قذيفة هاون، أو سيارة مفخخة، وأن الإرهابي والرصاصة والقذيفة قادمة من فلسطين.. فلسطين التي لا يخلو بيت مصري من شهيد ذهب دفاعاً عن هذه الأرض المقدسة، ومع هذا كان أهله راضين عن استشهاد ابنهم لأنه استشهد من أجل قضية مقدّسة.. فكيف يستوعبون بأن أبناءهم الآن يُقتلون من إرهابيين قادمين من فلسطين...؟!!