قبل أن أضع فكرتي أؤكد أنه قد لا يكون الحكام الأجانب الحاضرون إلى دورينا هم النخبة.. لكن الأكيد ـ وأقولها بثقة ـ إنهم أفضل بمراحل من نخبتنا عفواً خيبتنا المحلية بالحكام.. والذين سقطوا في الجولة تلو الجولة ولم يقدموا سوى المزيد من الاحتقان.. والكثير الكثير من الأخطاء.
لذا فعلى الحكام بل على لجنتهم وعلى عمر المهنا شخصياً مشاهدة مباراة الهلال والشباب ولقاء الأهلي بالنصر.. وحتى مواجهة النصر بالاتحاد رغم بعض الأخطاء.. وكيف أدارها الحكام الأجانب ليتعلموا منهم العديد من المزايا وليس ذلك عيباً.
حيث الثقة واتخاذ القرارات الصعبة من ركلات جزاء وطرد.. سواءً في أول دقيقة أو آخرها.. أكان الفريق كاسباً أم خاسراً.. على ملعبه أو خارج أرضه.. وهي ما ينقص ـ بالتأكيد ـ الحكم المحلي.. فهو يتأثر بكل ما سبق.. وتختلف قراراته بناءً على اسم الفريق ومقدار ضجيجه.. وكمية الحضور الجماهيري من عدمه.. فضلاً عن الجرأة باتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة.. والجبن عندما يقترب مؤشر المباراة على نفاد وقته.
لذلك رأينا تلك الفرق التي كان سجلها نظيفاً من البطاقات الحمراء.. تتلطخ به بمعية الحكم الأجنبي.. وشاهدنا تلك الفرق التي تتصدر اللعب النظيف بسبب قلة كروتها والتي لا تتجاوز معدل كرت أو اثنين على الأكثر فيما سبق من مباريات بإدارة الحكم المحلي.. هي ذاتها تدحرجت بترتيب اللعب النظيف بسبب كمية ما حصلت عليه من أوراق ملونة عندما حضر الحكم الأجنبي.. وحتماً لا تفسير لذلك سوى أن الأجنبي يدير المباراة بلا أي حسابات وبمنأى عن أية ضغوط وبمنتهى الثقة.. في حين المحلي يقع بفخ التردد ويستسلم للضغوط بعدما نزعت عنه الثقة منذ أمد.
لذلك أتمنى من لجنة الحكام التي مضى عليها سنوات وهي محلها سر وبلا تطور أن تستفيد من أولئك الحكام القادمين.. وأعني هنا في كيفية تعاطيهم مع لاعبي الفرق.. والقدرات الشخصية التي يمتلكونها.. أما القانون فهو ذاته هنا أو هناك.. لا فرق.. لكن ما اختلف بينهما هو التطبيق.. فالدكة لم يعد لديها مع الصافرة الأجنبية أي تأثير.. والصحف لم تصبح ذات قيمة لدى مطبق القانون.. والصخب الجماهيري أصبح ينطلق من المدرج وينتهي فيه بعد أن سد الحكم الأجنبي أذنيه عن كل تلك المؤثرات.
أخيراً، همسة بأذن عمر المهنا استقيتها من أقوال حكيم: (عندما لا تعرف ماذا تفعل يبدأ عملك الحقيقي.. وعندما لا تعرف أي طريق تسلك تبدأ رحلتك الحقيقة).. عليك بالاعتراف أولاً بتدهور مستوى حكام لجنتك.. ثم بعدئذ عليك بجرد حسابات أخطائك ومعرفة عثراتك.. لتقوم بتقويمها والعمل على معالجتها لتقف لجنتك على قدميها.. وإلا ومع المكابرة والعناد والسير بذات الأدوات وبنفس الأسلوب فستبقى مكانك بلا تقدم ولا حتى خطوة واحدة للأمام.. إنّا لمنتظرون.
صدارة ليثاوية مستحقة
واعتلى الليث الصدارة بكل جدارة.. بعدما وصل للنقطة الثانية والعشرين بسجل خالٍ من الخسارة.. وبمستوى بدأ يتطور مباراة بعد مباراة.. وهو ما يحسب لإدارته الخبيرة بعدما استشعرت الضعف الفني للفريق بمعية البرتغالي مورايس فتخلصت منه.. واستعانت بالألماني ستامب.. كما تخلصت من العالة السنغالي دياني.. وتعاقدت مع المهاجم الكوري الكبير بارك.
ومع كل تلك الخطوات.. وبمعية بعض القرارات.. وبانتظار ما سيحدث ببقية الملفات.. يبدو أن الليث يسير بالطريق الصحيح بعدما تجاوز عثرة الخليج ونفض عن ظهره غبار الخسارة والخروج من كأس سمو ولي العهد.. فقط ما يحتاجه الفريق في هذه الفترة هو الرفع من مستوى اللاعبين لياقياً.. وبظني ستكون فترة التوقف لدورة الخليج فرصة سانحة لمعالجة تلك النقطة.
خطوة على المجد
عاد الزعيم من هناك من استراليا بخسارة لم تكن مستحقة ولكن برقم يمكن تجاوزه.. فالهدف هناك يمكن أن يتم الرد عليه باستاد الملك فهد بمهرجان أهداف.. فالهلال لم ينقصه بعيداً عن ملعبه سوى التوفيق والتسجيل.. وهو ما يجب عمله ليصافح ذهب القارة.
أهم ما يجب على الهلاليين في لقاء الإياب عدم تقبل هدف.. فذاك ـ لو حدث ـ سيصعب المهمة بل ويعقدها لأن الفريق سيحتاج وقتها لثلاثة أهداف.. لذلك على المدرب تنبيه اللاعبين للتقدم ولكن بحذر.. وعدم ترك مساحات فارغة لمهاجمي سيدني الخطيرين.. ومن الأهمية بمكان المرور بالدقائق الأولى بهدوء وبلا أي هدف يلج مرمى الأزرق.. وبعدئذ يتم الضرب بلا رحمة أو هوادة.
على السريع
- روجيرو في كل جولة ـ ما شاء الله ـ يصافحنا بهدف ماردوني.. هذا اللاعب مكسب كبير للدوري متى تخلص من المبالغة أحياناً بالمراوغة.
- عمر السومة ونايف هزازي.. وسباق جميل للتنافس على لقب الهداف.. تميز الأول بالأهداف الرأسية.. بعدما عُطل هزازي من تلك المزية بسبب عدم وجود العرضيات.
- عمر هوساوي.. في كل جولة يقدم نفسه بشكل مذهل.. يدافع بشراسة.. وعندما يتقدم فهو يسجل بمهارة.. لاعب تطور كثيراً.
- عبد الله الشهيل.. أعادنا بمستوياته هذه الأيام للزمن الجميل.. شهيل يعيد صياغة نفسه من جديد.. ليعود كما بدأ مميزاً وربما العودة للأخضر قريباً.
خاتمة:
عام بدأ .. وآخر انقضى.. اللهم اكتب لنا الغفران لما مضى .. والسعادة والتوفيق فيما هو آت.