لا أدري كيف يصف البعض خسارة فريق الهلال بهدف في أستراليا بأنها نتيجة جيدة، وقد تضاءلت نسبياً فرص تحقيقه اللقب الآسيوي؟ فكيف تكون جيدة والفريق الأسترالي سيواجه الهلال بفرص عديدة مواتية له من أجل تحقيق اللقب..؟!
إنَّ المتابع لفريق سيدني الأسترالي وقبل مواجهة الذهاب مع الهلال يعلم جيداً أن الفريق بطيء الحركة، يعتمد كثيراً على دفاع المنطقة والكرات المرتدة المباغتة في حالة الهجوم، وقد واجه بهذه الطريقة أعتى فرق شرق آسيا، واستطاع التغلب عليها بنفس (السيناريو) الذي حدث مع الهلال السبت الماضي. إذاً، فهو فريق صعب المراس، ويعرف من أين تؤكل الكتف؛ وهذا ما جعله يستمر متفوقاً حتى وصل للمباراة النهائية، فتجاوز مباراة الذهاب بنجاح كبير تاركاً للهلال المستوى الذي تغنى به أنصاره ومحبوه ومؤيدوه أيضاً، هذا المستوى الذي (لا يسمن ولا يغني من جوع)، فكما يقول العرب «العبرة بالنتائج». وقد كانت النتيجة سلبية على الهلال؛ فالتاريخ والسجلات القارية والدولية تعتمد النتائج، ولا تدون أو تحفظ المستويات..!!! وباللغة العامية (المستوى ما يوكل عيش) إذا النتيجة سلبية..!
o ثلاث هزائم متتالية لفريق الهلال، ولا يزال محبوه يتغنون بالمستوى والفرص الضائعة مستعينين بـ (لو) استُغلت الفرص لكان...!!! وهذه الـ (لو) لا تفتح عمل الشيطان فحسب بل إنها تصرف الأنظار عن الأخطاء وما يعانيه الفريق بالفعل، وحري بالقائمين على الفريق معالجة هذه الأخطاء فوراً وألا يستكينوا إلى أن فريقهم سيتفوق بالرياض طالما سيلعب الإياب بين جماهيره وعلى أرضه. ففي لقاء الذهاب أخفق الفريق بالرغم من عدم تأثير الأرض والجمهور، ولم يكن لهذين العاملين أي تأثير سلبي على الفريق، بل أخفق الفريق بأخطاء باتت تتكرر في الآونة الأخيرة، أبرزها غياب نيفيز وناصر الشمراني عن مستوياتهما، خاصة الأول الذي هبط مستواه بشكل ملحوظ عما كان عليه حين مجيئه، وقد ذكرني بابن جلدته المهاجم ويسلي الذي تألق في البداية بشكل لافت ثم بدأ يتوارى..! ولا يزال الهلاليون يعولون كثيراً على اللاعب نيفيز الذي تأثر الفريق بهبوط مستواه. ومن المشاكل التي يعاني منها الهلال ولوحظت في لقاء الذهاب بأستراليا الرعونة في الأداء الهجومي للفريق الذي افتقر للبناء السليم والنهاية الصحيحة، فكان الأداء الهجومي عشوائياً؛ لذا لم يكن مجدياً أمام فريق متحصن دفاعياً وبجودة عالية وإتقان كبير.
o وإذا كان الفريق الأسترالي قد سيّر مباراة الذهاب كما أراد فإنه - دون شك - سيفعل الدور ذاته في مباراة الإياب السبت القادم في ظل وجود أفضلية لديه من خلال الفرص العديدة المتهيئة له، التي قد توصله للقب، ناهيك عن أنه لو تمكن من إحراز هدف في مرمى الهلال - لا قدر الله - سيجعل الأمور أكثر تعقيداً. ولنا في مواجهة الهلال مع أولسان الكوري خير شاهد حينما سعى الهلال لتعويض خسارته في كوريا بهدف، وتلقى هدفاً مبكراً في مباراة الإياب بالرياض، ثم توالت تلك الأهداف حتى بلغت أربعة. وهنا، وبمناسبة الحديث عن مواجهة أولسان، فقد استغربت استشهاد الهلاليين بمواجهات الهلال بالرياض، وأنه لا يخسر على أرضه متناسين أحداث مواجهة أولسان.
o قد يرى البعض أنني متشائم، وقد لا يعجبهم ما ذكرته آنفاً، ولكن.. لكل منا رأيه ووجهة نظره، إلا أنني لن أخفي مخاوفي على الهلال في مباراة الإياب، وأن المهمة باتت صعبة للغاية، وليس كما يراها وصورها الكثيرون، بل إن هناك من أيقن أن الهلال بطل لآسياً، وما هي إلا مسألة وقت ليس إلا، وهذا التفاؤل المفرط لديهم بسبب المستوى الذي ظهر به الهلال في مباراة الذهاب، والفرص العديدة التي سنحت للفريق، متناسين أن لكل مباراة ظروفها، وما حدث بالذهاب قد يحدث بالإياب، علاوة على أن الفريق الأسترالي سيلعب الإياب بضغط نفسي أقل من فريق الهلال. ولا شك أن لهذا العامل تأثيره السلبي، ويبقى دور الجماهير الهلالية وجماهير الوطن لتحفيز اللاعبين بعد دور الجهاز الإداري الذي تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في هذا الجانب.
o بعد تأهل فريق الهلال للمباراة النهائية انطلقت ترشيحات الاتحاد الآسيوي لأفضل اللاعبين الآسيويين في مختلف المراكز، ولم يخلُ أي مركز من ترشيح لاعب هلالي أو أكثر، بدءاً من مركز الحراسة حتى خط الهجوم، حتى أن جائزة أفضل لاعب على مستوى القارة للعام الحالي كان من بين المرشحين لها مهاجم الهلال ناصر الشمراني. وقد تناقل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هذه الترشيحات التي أرى أن توقيتها لم يكن مناسباً لفريق الهلال؛ فمثل هذه الترشيحات وما صاحبها من ضجيج إعلامي وجماهيري لا شك أن لها تأثير سلبي على المرشحين، أو على الأقل بعض منهم، وقد يؤدي ذلك إلى تشتيت أذهانهم عن التركيز على مرحلة الحسم المهمة جداً. وفي تصوري، إن فريق الهلال تأثر نسبياً بهذا الأمر، وليت المرشحين لهذه الجوائز أو هذه الألقاب من لاعبي الهلال يدركون تماماً أنه لا قيمة لها إن لم يحقق فريقهم اللقب؛ لتكون الفرحة كبيرة وعارمة بمشاركة الجميع.
o في الختام.. يظل الحسم والكلمة الفصل بيد اللاعبين الذين عليهم المسؤولية العظمى في تجاوز هذا اللقاء المصيري الصعب، وقد تهيأت لهم كل وسائل التفوق والنجاح، ولم تألُ إدارة النادي جهداً بتوفير كل العوامل الكفيلة بتحقيق هذه البطولة، ويجب عليهم أن يدركوا أنهم أمام اختبار صعب وامتحان، إما أن يكرم المرء فيه أو يُهان، وأن على عاتقهم مسؤولية عظيمة بألا يخذلوا سبعين ألف متفرج سيحتشدون باستاد الملك فهد الدولي مؤازرين لهم، عدا الملايين من السعوديين والعرب الذين سيتابعونهم خلف الشاشة متلهفين ومتطلعين للفوز والظفر ببطولة آسيا التي غابت عن زعيم القارة سنوات عدة.. ولا أنسى أن على الجهاز الفني مسؤولية كبيرة هو الآخر، وسيكون على المحك في هذه المباراة المصيرية التي تعد اختباراً حقيقياً له، فجماهير الهلال لن ترضى بفقدان بطولة كانت في متناول فريقهم..!!
على عَـجَـل
o لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال عضو شرف نادي الهلال وداعم جميع الأندية السعودية كل الشكر والتقدير على وقفاته ومساهماته الدائمة والداعمة لنادي الهلال خاصة، ولأندية الوطن عامة.
o ليت الدخول لا يكون مجانياً في مباراة السبت القادم؛ حتى نضمن أن من سيحضر يريد أن يدعم الهلال فقط، وهذا ما ذكرته في مقالي الأسبوع قبل الماضي. وقد انطلقت دعوات بعض المتأزمين من أجل الدخول للمباراة مجاناً، والتشويش على جماهير الهلال ولاعبيه أيضاً..!!
o امنعوا لاعبي الهلال من الأحاديث الإعلامية حتى نهاية لقاء الإياب، فالقول والفعل نريدهما أولاً وأخيراً داخل المستطيل الأخضر فقط.
o التحكيم في لقاء الذهاب بين سيدني والهلال كان سيئاً، فهل سيتغير حال التحكيم في لقاء الإياب؟.. وهل أدرك ذلك الاتحاد الآسيوي لكرة القدم..؟!
o هناك من دعا إلى أن تسقط الطائرة بلاعبي الهلال وهم مغادرون لأستراليا، وهناك من دعا أن (تقوم القيامة) قبل أن يفوز الهلال ببطولة آسيا، وآخر تمنى لنفسه الموت قبل أن يحقق الهلال هذه البطولة.. أسأل الله لكم ولأمثالكم الهداية والشفاء العاجل..!