بدأ الجيش المصري عملية إخلاء منطقة الشريط الحدودي بمدينة رفح المصرية من السكان، وذلك في إطار جهود مصر للقضاء على البؤر الإرهابية، وإغلاق الباب أمام أية عناصر إرهابية قد تستخدم الحدود في التنقل بين الجانبين،وشوهد العشرات من أهالي منطقة رفح الحدودية وهم يخلون منازلهم، وقال مصدر أمني مسئول برفح إنه سمح استثنائيا للأسر بكسر حظر التجوال ونقل أمتعتهم من المنازل التي يقيمون بها في نطاق الـ300 متر من الحدود مع غزة التي تقرر أن يتم إخلاؤها خلال 48 ساعة من كافة الأهالي تمهيدا لتدمير المنازل وإنشاء منطقة أمنية عازلة حماية للحدود المصرية مع غزة.
وأكد عدد من الأهالي أنهم غادروا بيوتهم وأقاموا لدى أقارب لهم ببقية أنحاء مدينة رفح وبعضهم ذهب للعريش والشيخ زويد، وأن قوات أمنية تطوق المناطق التي يجرى إخلاؤها، وسادت حالة من الحزن الشديد لدى هذه الأسر وهم يغادرون منازلهم وطالبوا بمنحهم مهلة إضافية من الوقت لعملية النقل وقالت مصادر مسئولة في محافظة شمال سيناء، إنه سيتم صرف مبالغ مالية عاجلة لتمكينهم من استئجار مساكن بديلة لحين صرف التعويضات النهائية بعد تقديرها من لجنة مختصة.
وأضافت أن هذه المرحلة يتلوها مرحلة أخرى لاستكمال عملية إخلاء المنطقة الحدودية حتى مسافة 500 متر، من جانبه أكد عبد العال أبو السعود، نائب رئيس رابطة اتحاد القبائل العربية، وقوف أبناء سيناء بجانب الوطن وقواته المسلحة لمواجهة الإرهاب، مناشدا الجميع بعدم الحديث عن إخلاء أهالي سيناء من على الشريط الحدودي مع غزة، لأن «أبناء سيناء مرابطون على أرض الرباط» وهم يدعمون جيش بلادهم بقوة ويؤيدون أية خطط من شأنها إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.
إلى ذلك أكد خبراء أمنيون أهمية اتخاذ مصر مختلف التدابير التي تراها مناسبة لمواجهة الإرهاب الأسود الذي يطل برأسه بين الحين والآخر ولم يعد الأمر خافيا على الجميع بأن البلاد تتعرض لهجمة شرسة تريد اسقاط الدولة المصرية من خلال تنفيذ الهجمات الإرهابية المتتالية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن إلا أن هذا الأمر لم يحدث طالما أن هناك شعبا يؤمن بوطنيته ويحافظ على تراب وطنه ومن خلفه قواته المسلحة الباسلة وشرطته القوية.
وأضافوا أن مصر قررت إقامة منطقة حدودية عازلة مع قطاع غزة بعد تعرض البلاد لحادث شمال سيناء المروع الأخير الذي راح ضحيته عشرات العسكريين بين شهيد ومصاب ومن المقرر أن تكون المنطقة العازلة بطول 14 كم وعمق من 3 إلى 5 كيلومترات.
وحول اتخاذ مصر خطوة نحو إقامة منطقة حدودية عازلة على قطاع غزة لتحقيق الأمن للبلاد والمزيد من الاستقرار،قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمني بالتأكيد أن هذه المنطقة العازلة ستساهم في تحقيق الأمن لهذه المنطقة ولكن في نفس الوقت لابد من اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات لتحقيق الأمن الكامل ، مشيرا إلى انه اقترح سابقا عمل ممر مائي بعمق 15 مترا ولا يهم مساحة العرض، حيث أن ذلك يمكن أن يساهم في حجب فكرة عمل الأنفاق هذا من جانب ، ومن ناحية أخرى لابد من تمشيط المنطقة وعمل تأمين للأكمنة من خلال أبراج ثابتة على غرار ما كان يحدث إبان حرب أكتوبر 1973 وأكد اللواء فؤاد علام انه لابد من التعامل مع نظام الأكمنة كأننا في حالة حرب ،بالإضافة إلى ضرورة توفير نظارات تعمل بالأشعة تحت الحمراء للتعرف على عمليات زراعة العبوات الناسفة وأهم من هذا وذاك اتباع منظومة مكافحة الإرهاب بمختلف محاورها .