وصف وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة العلاقات السعودية الكورية بالنامية والمتطورة بشكل كبير، مبيناً أن العلاقات التجارية بين الدولتين كبيرة وتمثل كوريا خامس دولة من حيث حجم واردات المملكة، ورابع دولة من حيث صادراتها، وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين ضخم، فيما ينص الاهتمام الحالي على توسيعها.
جاء ذلك في تصريح صحفي على هامش افتتاح فعاليات منتدى الأعمال الكوري السعودي الأول في سيئول أمس، والذي يستمر 3 أيام، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كوريا أحمد البراك، وعدد من المسؤولين في البلدين الصديقين ورجال الأعمال ورؤساء الشركات المشاركة في الفعاليات. وقال الربيعة: إن هناك اهتماماً كبيراً بالاستثمار من الجانب الكوري في المملكة، مدللاً على ذلك بالحضور الجيد من الطرفين في فعاليات المنتدى الذي تجاوز فيه عدد الحضور 500 شخص. وعبر وزير التجارة والصناعة عن تفاؤله بمستقبل التجارة بين البلدين، نظراً للاهتمام الكبير الذي كان ملموساً من الجانب الكوري، مشيراً إلى أن هناك بعض الشركات قد أبرمت اتفاقيات على هامش المنتدى، قائلاً «إن كوريا متطورة تقنياً ولدى المملكة اهتمام كبير لجذب تلك التقنيات في المجالات الصناعية خاصة مع وجود اهتمام كبير من الشركات الكورية بذلك، مبينا أن عددا من الشركات الكورية أبدت اهتماما بعدة أنشطة سواءً في المعدات ومواد البناء وغيرها.
من جانبه، تساءل وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر عن الفرص المستقبلية لآفاق التعاون علشى مدى 5 عقود قادمة، قائلا إننا في مسيرتنا الطويلة والناجحة لتحقيق التنمية لم نول اهتماما كبيرا بذات القدر لمسألة الكفاءة وترتب على ذلك تفشي القصور وانعدام الكفاءة في جوانب كثيرة ولم يقتصر ذلك على أنشطة القطاع الحكومي، بل أمتد أيضا إلى نشاط القطاع الخاص. ورأى أن الوقت قد حان لأن نعيد توجيه اهتمامنا لاقتصاديات الكفاءة مع عدم إغفال اقتصاد التنمية التقليدي أو إهماله، موضحا أن من الواجب علينا إعطاء التركيز الصحيح على الكفاءة العناية اللازمة والتي تنطبق على جميع الدول المتقدمة منها والنامية على حد سواء.
وتطرق الجاسر إلى ضرورة التركيز بشكل أكبر على الاستثمارات لما لها من شأن كبير في تنمية الدول، مشيرا إلى أن طبيعة التحالفات تتغير ولذلك فإنه من الواجب علينا اجتذاب المستثمرين الأجانب الذين ينشدون الشراكة مع المملكة على المدى البعيد ويرغبون في تأسيس جذور لهم والعيش في المملكة كبلد ثان لهم ويريدون أن تكون لهم ركيزة ودور هام في التنمية المستدامة لبلدنا.
واستطرد: إن من أهداف المملكة التنموية الرئيسية بناء مجتمع قائم على المعرفة، مشيدا بالتعاون مع معهد التنمية الكوري لإعداد استراتيجية للتحول إلى تحقيق ذلك الهدف حيث تشكل المعرفة أحد المكونات الأساسية لخطتنا التنموية الخمسية الحالية، مشيرا إلى أنها ستظل تحظى بنفس هذه الأهمية المتقدمة في الخطتين التنمويتين التاليتين على الأقل. وأعرب وزير الاقتصاد في كلمته خلال افتتاح المنتدى، عن سعادته بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات السعودية الكورية في كافة المجالات طوال العقود الماضية، داعيا إلى ضرورة تعزيز التعاون في مجالات التقنية وتقنية المعلومات والمجالات الصحية والنظر في الامكانات الكبيرة التي يمتلكها البلدان الصديقان وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتعاون في الفترة المقبلة، منوهاً بالأطر القانونية التي تعتمد عليها الحركة الاقتصادية بين المملكة وكوريا والتي تضمنت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون والتي تم التوصل إليها طوال 50 عاما من العلاقات القائمة على الشراكة والتعاون والصداقة والتي احتفل البلدان قبل عامين بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء الكوري ووزير المالية والاستراتيجيات الدكتور كيونقوان تشوي أن تنظيم ملتقى بهذا الحجم والنوع من المشاركة يؤكد ما وصلت إليه علاقات البلدين الصديقين من تقدم وازدهار. وقال إن المنتدى الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة السعودية سيسعى إلى تعزيز فرص التعاون القائمة، مشيرا إلى أن تنظيمه يعكس مدى الشراكة إذ تعد المملكة رابع شريك لبلاده من حيث حجم الصادرات والواردات وتحقق تقدما مستمرا بفضل اهتمام ورغبة البلدين نحو تعزيزها في مجالات عدة تتجاوز المجالات التقليدية السابقة، معرباً عن أمله في انجاز العديد من الأهداف في كافة المجالات إضافة إلى الشراكة في مجالات الصناعة والخدمات والتجمعات الصناعية وصناعة السيارات وتقنية المعلومات والاستفادة من خبرات بلاده في المجالات الهندسية والخدمات الطبية، داعياً إلى مشاركة بلاده بشكل أوسع في مشاريع البنى التحتية والمشاريع الكبرى والمساهمة في نقل الخبرات والمعرفة واستكشاف العديد من الفرص عبر نقاشات المنتدى والمؤتمر والمعرض المصاحب له.
من جانبه رأى رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل أن إقامة المنتدى تقدم رسالة واضحة على وجود شراكة حقيقية بين بلدين صديقين يطمحان في تعزيزها ودفعها لمجالات جديدة تسهم في تنمية اقتصادي البلدين، داعيا رجال الأعمال الكوريين إلى الدخول بقوة للسوق السعودية الأكبر في المنطقة والاستفادة مما توفره من فرص استثمارية كبرى في عدة مجالات، معبراً عن فخره بأن حجم التبادل التجاري والشراكة القائمة بين البلدين تكاد تخلو تماما من وجود مشاكل تجارية بين كافة الشركاء والأطراف، مطالبا الجانب الكوري إلى حسن اختياره لشركائه من المهنيين في القطاع الخاص السعودي.