سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت المقالة الصادرة في صحيفتكم بعنوان: (السفر وطيب الأثر) المنشور يوم الجمعة 10 - 11 - 1435هـ لكاتبها الأخ سلمان بن محمد العُمري.. وإني إذ أزجي الشكر والتقدير لأخينا الأستاذ سلمان العُمري الذي أوقفنا على موضوع كثيراً ما يجول في النفس، ويُدمي الفؤاد، بل وتنقطع له القلوب حسرة وندامة عند انتشاره ووقوعه على أفراد مجتمعنا المسلم ألا وهو اتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء دائماً إلا من رحم ربي، فمخالفة النفس والهوى من الأمور المطلوبة لحياة مستقرة آمنة.
وحقاً إن من استثقل واستصعب الفرائض والنوافل والواجبات إنما يدل على سيطرة شياطين الإنس والجن عليه.
فعجيب من يبحث عن الراحة الجسدية في السفر والسياحة ويترك الراحة الروحية في فريضة الحج مثلاً!!
بل والأعجب من يُفرط ببضع دقائق يخلو فيها بمناجاة ربه خالي الذهن مستقر الفؤاد مطمئن النفس في صلاة الفرد أو الجماعة.
ناهيك عن ذلك التفريط البيّن والواضح في أعمال الخير والمبادرة إلى الإنفاق قلّ أو كثر.
لقد صدق أستاذنا سلمان في وصف تلك السلوكيات بضعف الشخصية، وأؤيد ذلك، فمتى تلبس الهوى أي شخص قلب موازينه، وأصبح يرى الحق باطلاً والباطل حقاً والمعروف منكراً والمنكر معروفاً، بل انطلق في ميادين الحياة بلا قيد ولا ضابط إلا ضابطاً واحداً وهو ما أشرب من هواه، ولا يخلص من ذلك الهوى إلا باللجوء إلى الله بأن يكفيه شر نفسه وشر الشياطين وما الدعاء الصباحي والمسائي عنا ببعيد.
«اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم».. والله أعلم.