يجتهد شباب ناشطون على تويتر في تسويق الاستثمار في عرعر. وجميل أن يعمل الشباب على خدمة مدينتهم بما يستطيعون. والمستثمر اليوم يمكن أن يستثمر ماله في أقاصي الأرض عندما يجد الفرص المناسبة والبيئة الجيدة والمعلومة الموثقة والسريعة. ودعوات الاستثمار عموماً عادة تكون موجهة لرجال المال والأعمال؛ ما يتطلب لها عناية خاصة وإقناعاً من خلال المعلومة أولاً.
** الشباب يُشكرون على طرحهم ونشاطهم، لكن لماذا غابت الجهات المعنية، سواء الغرفة التجارية أو أمانة المنطقة، عن إيجاد برنامج تسويقي للفرص المتاحة، تتشارك به هذه الجهات؛ لأنها هي من يملك المعلومة، وهي من يطبق الإجراءات والأنظمة، وهي صاحبة الصلاحية في كثير من الإجراءات المتعلقة بالاستثمار؟ بل إن بعض الجهات قد تكون طاردة للمستثمر إذا ما عقدت الإجراءات وتضاربت المصالح.
** عرعر مدينة تأخرت عن مثيلاتها في مجال الاستثمار، ولا أعرف سبباً لذلك، غير أن أهلها بالتأكيد أعرف بشعابها، وإذا ما نُفذت المشاريع التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين عند زيارته المنطقة حتماً سيكون لها تأثير إيجابي. ومن المهم أن تتابَع تلك المشاريع، وأن يُنقل واقعها الحالي للإعلام، فإذا كانت تسير وفق المخطط له والعمل مستمر سيثمر ذلك في جذب الاستثمارات، وإذا ما كانت معطلة ومتعثرة ستكون عاملاً سلبياً، ولاسيما أن المنطقة بشكل عام لديها مزايا نسبية جيدة، سواء من حيث الموقع أو ما تشهده المنطقة من إنشاء المشاريع العملاقة في وعد الشمال وغيرها؛ ولهذا كان يجب على الجهات المعنية بالمنطقة أن تتفاعل مع هذا المشروع التنموي الكبير، وأن تبادر في إعداد دليل للفرص متضمناً معلومات شاملة، إضافة إلى توضيح التسهيلات التي يمكن أن يحصل عليها المستثمر، ثم يتم تسويق هذا الدليل بشكل واسع عبر الغرف التجارية بالمملكة وهيئة الاستثمار، وكذلك تنظيم منتدى سنوي حول الاستثمار في المنطقة، وهذا أمر يستدعي اهتمام ودعم إمارة المنطقة؛ فالجهود المبعثرة والفردية لا يمكن أن تأتي بنتيجة؛ ولهذا يجب أن تتضافر الجهود، وأن يشكَّل فريق فاعل ونشط من شباب المنطقة - ولماذا لا يكون هناك لجنة شباب أعمال؟ - يستهدف تنشيط الاستثمار وفق خطط عمل واضحة. ولا يُمنع أن يستعان بشركات متخصصة في هذا المجال، وأن يستفاد من إمكانات وتجارب الغرف التجارية الكبرى؛ فأي عملية تسويق فرص لا بد أن يكون لها منطلقات محددة وفق أولويات مرتبة، ولدينا أمثلة ناجحة لفعاليات تسويق الاستثمارات في الباحة وأبها والأحساء؛ فهذه المناطق عملت على تنظيم فعاليات وأنشطة، ساهمت في جذب استثمارات جيدة. والاستثمار عادة يأتي بالاستثمار؛ فهي عملية تراكمية ومترابطة.