هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أدلت بتصريحات عديدة عن عزمها الترشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة. ومن يعلم المستقبل؟ من المحتمل أن تفوز إذ إنها من كبار اللاعبين في الساحة السياسية الأمريكية، وقد كانت وزيرة للخارجية الأمريكية لمدة أربع سنوات؛ وبالتالي فهي على علم بخفايا السياسة الأمريكية.
هيلاري كلينتون قالت في حوار لها مع إحدى الصحف الأمريكية، نقلته محطة (سي إن إن) الأمريكية، إنها تنادي باستراتيجية أمريكية لمواجهة ما أسمته بالإرهاب الإسلامي بالاستراتيجية الناجحة نفسها التي رسمتها الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الشيوعية والاتحاد السوفييتي.
وذكرت هيلاري كلينتون أنهم بوصفهم أمريكيين فعلوا أشياء لا يفتخرون بها، لكن في النهاية حققوا أهدافهم التي يريدونها.
معنى هذا أنهم قضوا على الشيوعية والاتحاد السوفييتي، وبمعنى أنهم بوصفهم أمريكيين أيضاً يجب أن يعيدوا ما فعلوه لتفكيك الاتحاد السوفييتي والقضاء على الشيوعية في الوطن العربي؛ لأنها كانت قد وجّهت انتقادات لاذعة لأوباما حول سياسته في سوريا والعراق.
من هذا الحوار نستنتج أن القاعدة في أفغانستان كانت هي صنيعتهم، وأنهم صنعوها وأمدوها بالمال والسلاح لاستنزاف القوة الروسية في حرب العصابات، والبيروستريكا كانت تعمل من جهة أخرى لتفكيك الاتحاد السوفييتي، وقد نجحت في ذلك. وعندما انسحب الروس من أفغانستان دبرت الاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية خطة تفجير برجي التجارة العالمية، وشنت بعد ذلك التفجير حرباً صليبية ضد ما كانت تسميه الإرهاب، وأصبحت أفغانستان خاتماً في أصبع البيت الأبيض، الذي ضمن تدفق النفط الذي يخرج من جورجيا عبر الأراضي الأفغانية لأوروبا.
ومن أجل تقسيم الوطن العربي صنعت ما يسمى بالدولة الإسلامية للعراق والشام (داعش)، وهي ذاتها القاعدة، لكنها باسم آخر، وبإخراج جديد، وحلة جديدة؛ إذ كانت أفغانستان تستخدم الدواب في تنقلات القادة والأسلحة الخفيفة لحاشية القادة ولأعضائها لحرب الشوارع صابرة ومحتسبة، وفي العراق والشام تستخدم الآليات الجديدة والأسلحة الثقيلة عدا الطائرات، والأسلحة الثقيلة أيضاً جديدة، وتوجت على رأس تلك الدولة المزعومة أحد عناصرها الذي يتقن اللغة العربية، ويفهم الدين الإسلامي جيداً، وأُطلق عليه اسم أبوبكر البغدادي الذي أخذ يعيث في الأرض فساداً بطرق استفزازية بالية لتشويه الدين الإسلامي الذي هو بريء من أفعال تلك الدولة وأعضائها. وهذا كل تمهيد لفكيك الوطن العربي إلى دويلات متناحرة، ويسيطرون بذلك على منابع خيرات الوطن العربي، وخصوصاً الخليج العربي. ومن أفواههم استنتجنا. والله من وراء القصد.