القدس المحتلة - رام الله - بلال أبو دقة - رندة احمد - عواصم - وكالات:
تصاعد التوتر امس الأربعاء في القدس الشرقية المحتلة والذي يأتي امتداداً لما تشهده المدينة منذ بضعة أشهر وخصوصاً منذ أسبوع اعمال عنف تثير مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وذلك بعد أن اقتحمت قوات مدججة من جيش وشرطة الاحتلال الاسرائيلي صباح أمس الأربعاء وللمرة الأولى المسجد القبلي ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في باحة المسجد الأقصى في القدس بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية بعد إعلان جماعات يهودية متطرفة خططها لزيارة المسجد وما زاد من التوتر عملية دهس قام بها فلسطيني بعد ان صدم بسيارته عدداً من المارة الاسرائيليين في القدس والتي أدت إلى مقتل شرطي اسرائيلي من حرس الحدود.
وأوضح مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب أن قوات الاحتلال الخاصة والشرطة اقتحمت المسجد القبلي (وهي مدججة بالسلاح وداست بنعالها سجاد المسجد ووصلت حتى منبر صلاح الدين الأيوبي) مستنكراً الاقتحام وتدنيس المسجد. ووفقا لمصادر الجزيرة في الحرم القدسي بالمسجد الأقصى المبارك فقد أصيب نحو15مصلياً فلسطينياً بينهم نساء خلال قمع قوات الاحتلال المصلين المحتشدين في باب حطة بالبلدة القديمة من القدس.
وأشارت مصادر الجزيرة أنه تم إغلاق باب المغاربة من قبل شرطة الاحتلال هذا الباب الذي اقتحم من خلاله125مستوطناً صهيونياً متطرفاً ضمن الفترة الأولى مما يسمى ببرنامج السياحة. وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا سمري إن عشرات المتظاهرين رشقوا بالحجارة والمفرقعات قوات الأمن التي دخلت بعد ذلك جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة الاقصى) وصدوا المتظاهرين الى داخل المسجد. وبحسب رواية الشرطة الاسرائيلية فإن المتظاهرين الفلسطينيين قضوا الليلة داخل المسجد بنية منع زيارة المتطرفين اليهود وبدأوا بالقاء المفرقعات والحجارة عند فتح باب المغاربة المؤدي الى المسجد والمخصص لادخال الزوار الغير مسلمين. وفي ثاني هجوم بسيارة في القدس في اسبوعين دهس فلسطيني بسيارته عدداً من المارة الاسرائيليين في القدس ما أدى إلى مقتل شرطي إسرائيلي من حرس الحدود وإصابة 14قبل أن أن تقتل الشرطة سائق الحافلة. وقام بعملية الدهس (إبراهيم محمد داود العكاري -48 عاما) الذي أفرج عنه واُبعد إلى تركيا ضمن صفقة وفاء الأحرار التي أنجزتها المقاومة في 18-10-2011. وفي تفاصيل العملية ذكرت مصادر الجزيرة أن السائق الفلسطيني الذي كان يستقل سيارة تجارية من نوع فورد ترانزيت بيضاء اللون اقتحم موقف القطار الخفيف في شارع شمعون في الشيخ جراح؛ مما تسبب بوقوع عدة اصابات في صفوف الاسرائيليين وبعد ذلك ترجل من السيارة وأخذ بضرب عددا من المارة بقضيب حديد قبل ان يطلق عليه النار جنود حرس الحدود ما تسبب في مقتله.
وحيث يمثل ملف المسجد الاقصى أحد أبرز نقاط التوتر بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي حذر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي من تصاعد الانتهاكات والاستفزازات العدوانية الإسرائيلية غير المقبولة في القدس وتهديدها للمسجد الأقصى. وقال العربي إنه يجري حالياً اتصالات مع الدول العربية ومع القيادة الفلسطينية لدراسة التحركات العربية المطلوبة لوقف هذا العدوان الخطير منوهاً في هذا الإطار بقرار مجلس الجامعة في دورته غير العادية منذ يومين حول دعم القضية الفلسطينية والتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي الصارخ في القدس».
وفي هذا الإطار استدعت الأردن سفيرها في تل أبيب للتشاور احتجاجاً على التصعيد الاسرائيلي المتزايد وغير المسبوق للحرم القدسي الشريف والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للقدس. كما أوعز رئيس الوزراء الاردني د.عبدالله النسور الى وزير الخارجية ناصر جودة بتقديم شكوى فورية الى مجلس الأمن الدولي ازاء الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف.