حذَّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن «عدم حصول حل وسلام ينهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي سيزيد المناطق الملتهبة في المنطقة التهاباً». مشدداً على أن حل القضية الفلسطينية بشكل عادل سيُطفئ كل الحرائق التي حدثت. وأعلن الرئيس عباس في مقابلة أجراها مساء الخميس مع قناة عودة وتلفزيون فلسطين، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أن مشروع القرار الفلسطيني المطالب بتحديد سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي سيطرح على مجلس الأمن الدولي هذا الشهر.
وقال الرئيس عباس: «إن مشروع القرار ينص على أن الأرض الفلسطينية التي احتُلت عام 1967، وعاصمتها القدس، هي أرض دولة فلسطين».
وأضاف «سنطالب بتحديد إطار زمني لإنهاء الاحتلال، والمسيرة مستمرة. وهذا الشهر لدينا قرار بمجلس الأمن، كما لدينا الذهاب إلى المنظمات الدولية مثل (إي سي سي) و(إي سي جي)، وغيرها. وما نريده هو المطالبة بحقوقنا».
ورفض الرئيس عباس مطالب تأجيل طرح مشروع القرار الفلسطيني «فنحن نعمل ما نراه مناسباً، ولا نستمع إليهم.
هذا صراع طويل، لكن لا بد إن شاء لله أن يحق الله الحق».
وأكد الرئيس الفلسطيني أن «إسرائيل» أفرغت السلطة الفلسطينية من مضامينها؛ إذ «لم يعد هناك سلطة الآن. معتبراً ذلك يجب أن يدفعنا للتوجه للمنظمات الدولية «وندخل معهم في صراع سياسي إلى النهاية دون استعمال العنف والإرهاب».
واعتبر أن اعتراف السويد أخيراً بالدولة الفلسطينية مهم جداً، مبدياً ثقته بأن دولاً أخرى في أوروبا سوف تلحق بها «لأنهم لم يعودوا يستطيعون تحمل رؤية الشعب الفلسطيني بهذا الشكل، فليس معقولاً أن الشعب الذي عنده نسبة الأمية صفر، ويملك 53 مؤسسة جامعية، ولديه كل هذه الإنجازات، يبقى تحت الاحتلال ودون دولة».
وقال الرئيس عباس: «إن المشكلة هي أنه في إسرائيل توجد مؤسسة لا تريد حلاً سياسياً؛ فهم كانوا يعتقدوا أن نعطي فلسطين حكماً ذاتياً محدوداً، ويعيشون معه إلى الأبد».
لكن الرئيس الفلسطيني أكد أن السلام لن يتحقق دون حصول الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة «فعدم حصول حل وسلام بيننا يعني أن المناطق الملتهبة حولنا ستزداد التهاباً، والحل هنا سيطفئ كل الحرائق التي حدثت. وعليهم فهم هذه الحقيقة».
وشدد الرئيس الفلسطيني على الثوابت الفلسطينية «التي أقرت في المرحلة الفاصلة في تاريخ النضال الفلسطيني عام 1988. فالمجلس الوطني الفلسطيني وافق بشبه إجماع على القبول بالقرارَيْن 242 و 338 اللذين يقولان بالانسحاب من الأراضي التي احتلت عام 1967م، وإقامة الدولة الفلسطينية عليها، إضافة إلى حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً، وهو منصوص عليه بالقرار 194، ثم بالمبادرة العربية للسلام، وهذه هي الثوابت، ونحن متمسكون بها، ولن نتنازل أو نقدم تنازلات مجانية».
وذكر الرئيس عباس أن الراحل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان دائماً مصدر تفاؤل وصاحب نظرة عميقة، وأنه كان شخصية براغماتية ومحبة للسلام.