تابعت ما كتبه الأستاذ/ عبدالله الكثيري يوم الجمعة 3-11-1435هـ حول قيام أمانة الرياض بكشف عمال النظافة المزورين.. وذلك بعد ملاحظة عمال يرتدون زي النظافة ويتسولون بالشوارع.. وتحدث عن قدرة هذا الأمين الذي يجيد الدراية والكفاية الجيدة والأفكار النيرة.. أقول أعان الله الأمانة وأعان أمينها م. عبدالله المقبل.. الذي ودع وزارة النقل.. بعد جهد حافل وسنينٍ سمان قضاها بين دهاليزها.. قضاها بين طرقها.. أمضاها بين مشروعاتها.. ودعها متجهاً إلى مسؤولية أكبر وأعظم.. ودع وزارة النقل وهي لا ترغب بهذا الوداع.. تعتبره وداعاً أليماً.. لأنه أتى بعد صحبة طويلة.. ودعها بعدما حقق الجوائز الذهبية.. وحقق العالمية.. ورأس اتحاد الطرق الدولية.. بعدما حقق للوطن إنجازاً.. وفيه للوطن اعتزاز.. حتى قلنا أنه فاز.. قضى جل وقته مع الطرق وهمومها.. يناقش مشروعاتها.. ويدرس مناسيبها.. ويقف على تنفيذها.. يحضر تسليمها.. ويسلك جديدها.. ليعرف جودتها ويلمس قوتها، سار معها والزمن يسير.. وانطلق يسابق انطلاقة الأيام.. حتى أصبح بينه وبينها عهد يوفي فيه.. ووعد يلبيه.. حتى شاهدنا طرقاً شقت الجبال.. وسارت بين التلال.. وخطوط حققت المنال.. تطوي المسافات الطوال.. يسلكها المواطن وهو مرتاح البال.. لذلك أبت وزارة النقل وداعك.. وهي تسئلك وتقول إلى أين أنت ذاهب؟ أحان وقت الوداع؟ مازالت بالوقت بقية.. مازالت الأيام فتية.. وأفكار طرية.. وأياديك سخية.. إلى أين أنت ذاهب يا صاحب الجوائز الذهبية؟.. ودعتها وهي لا ترغب وداعك.. أبكيتها بغيابك.. تألمت لفراقك.. بقيت محتفظة بخيالك.. وقفت مذهولة بعد ذهابك.. ودعتها وأنت تستبيحها عذراً.. قالت لماذا؟.. قلت لها لا أدري؟.. هي ساعات تنادينا.. وأتى داعيا يدعينا.. إلى أمانة الرياض سار فينا.. فاعذرينا واعذرينا.. ولن يطول الغياب فينا.. ولن أنسى ماضينا.. سوف أكون قريباً من حوارينا..
أمانة الرياض.. ماذا تريدين؟.. وصلك الرجل الأمين.. سوف يلبسك عقداً ثميناً.. ويحقق حلم الحالمين.. ارتدي أجمل حللك.. وتمنىي واظهري أملك.. واعرضي طلبك.. وقدمي موجزك.. سوف يعتلي هرمك ويراقب مواردك. ويوجه بمددك.. ويزيل عوائقك.. يصنع مستقبلك.. ويزيد حضورك.. ويعالج قصورك.. سوف يعتني فيك.. ويلبي أغلى أمانيك.. فأنتي معنية بالمجتمع وراحته.. والفرد وسياحته..والزائر واطلالته.. سوف يجعل حدائقك جاهزة.. وميادينك واسعة.. وطرقك دائرة.. ومناظرك جاذبة.. ومعالمك متقاربة.. حتى تبهرين الزائر وتعجبين العابر.. وترحبين بالمسافر.. وتسعدين الحاضر.. فهذه هي أعمالك قائمة والشواهد شاهدة.. والنخيل باسقه.. والطرقات منورة والأبراج متجاورة.. والجهود متضافرة.. والإبداعات متتابعة.. أبدعت أيه الأمين.. تألقت أيه الفطين.. تميزت وأحبيت المتميزين.. أبدعت وشكرت المبدعين.. عملت وشجعت العاملين.. أخلصت ومعك مخلصون.. زرعت ومعك زارعون. وسوف تحصد بعد حين.. أبهرتنا وكلكم مبهرون.. كيف لا والأمانة تحمل هم هذا الإنسان من المهد حتى اللحد.. يكبر وتكبر معه خدماتها.. تزيد مساحة الإسكان ويزيد نطاقها.. يتمدد النمو العمراني وتتبعه.. تتعدد البنيات والأدوار وتتعدد أدوارها.. تتوسع المحلات التجارية ويتوسع مجالها.. تتابع مراحل عمر الإنسان مرحلة تلو مرحلة كل مرحلة تقدم لها خدمات عندما يكون صغيراً مع والديه تهيئ له المنتزهات.. وإذا وصل إلى مرحلة الدراسة تعبد له الطرقات.. وإذا عاد إلى منزله يجدها إزاحة المخلفات.. وإذا غدا الصباح تغدوا وتراقب الوجبات.. وإذا تجاوز مرحلة الدراسة وكون له عش الزوجية امتدت له الخدمات.. فهي لها ارتباط قوي ووثيق بحياة الإنسان.. من ولادته حتى وفاته.. لذلك تخيلوا حجم المسؤولية الملقاة على الأمانة وأمينها.. وموظفيها.. فهي تراقب وتعبد وتهيئ وتوظف وتنفذ وتنور وتشيد وتتابع وتدرس وتخطط وتقرر وتشرف وتفتش وتزرع لكل موسم ما يناسبه من زارع وورود.. وترعا المهرجانات.. وتجهز للاحتفالات.. وتبني البنايات.. وتزيل المعوقات.. وتوفر الإمكانيات.. وتقدم التسهيلات.. بكل أمانة الأمانة تحمل أمانة كبيرة يا معالي الأمين.
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه،،،