الإسراف يولد التطرف، فمن يسرف في ماله يتطرف نحو الفقر..،
ومن يسرف في سهره بتطرف نحو الأرق،
ومن يسرف في عاطفته يتطرف نحو الهوان..
إن أسرفت في الحب خسرت الذي لك،...
وإن أسرفت في البغض خسرت الذي منه..
وإن أسرفت في العطاء حسب الذي يأخذ منك أنّ عطاءك واجب عليك ،..
فيتطرفُ هو لا يبادلك..
وتتطرف أنت خُلوا نحو الحسرة..
فالإسراف خذلان ..، وهوان..، وخسارة..
لأنّ التطرف لا مكسب معه، بل يدرك به المرء الفقد..،
والندم، والبعد عن الجادة، وعدم التبصر، ووخيم المآل..
وهو كذلك في كل موقف ،..
لا جادة للمواقف إلا الاعتدال فيها حكمة..، والأخذ بها وعيا لا ميل معه..،
تجنباً للتطرف ذلك الذي يفقدها جادتها..، وصوابها..
فكل أمر ذو علاقة بالمرء، وكل شأن عقلي، وقلبي يضعه الفاعل فيه، والمتفاعل معه في ميزان ترجح كفتيه بالحق، والواجب ينجو به المرء من درك التطرف ، وجفاء تياره ، ووخامة مآله..
ويندرج هذا على كل ما له علاقة بشأن سلوك المرء ، واتخاذاته في حياته الخاصة ، والعملية، والعامة..
سواء مع نفسه، أو غيره، وجماعته، ومجتمعه..!
فمنهج الوسط سلوك يُقتدى به في شخص خير الخلق، وأعظمهم خُلقاً وسلوكاً محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. الذي كان ينهى عن الانحدار بالإسراف تطرفاً نحو جانب دون الثاني في مسطرة الاعتدال في كل شأن من شؤون المرء في دنياه ولآخرته....، حين كان لا يغلو إسرافاً في أي أمر من أمور التعليم، والتربية ، وغرس القيم ، وتوجيه السلوك، بتوازن الحكيم البصير..
فالاعتدال سنّة الحكماء..
ومنهج الجادين نحو الفلاح..!