قلّموا أظافر الهمجية والتخلف والرجوع إلى الوراء إلى زمن الجاهلية وأميطوا العصبية ، القبلية ، التفرقة من حنايا المجتمع ، اقتلعوا التعصب من قلوبكم قبل أن تموت المبادئ الإسلامية .
ما يحدث هناك بين حنايا الأحساء أهل القلوب الرهيفة والطيبة، ينافي القيم والمعاني والتعاليم الإسلامية التي لم يترك كل شاردة وواردة إلاّ وضع تحتها خطوطاً حمراء قد تؤدي بك إلى نار جهنم، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان بجواره يهودي وكان يزوره ويهديه ويبتسم في وجهه حينما يراه، ولم تزن وترن في عقلة فكر القتل، وحينما مر في جنازة يهودي بكى وقال لكفرت مني روح إلى نار، فكيف بإخوان لنا في الإسلام، نأكل ونشرب مما يشربون ونأكل مما يأكلون ونفترش الأرض التي يفترشونها ونلتحف السماء نفسها، وفي كل صباح نغرد كالعصافير بأمان أن يدوم الله نعمة الأمن والأمان على بلاد المسلمين.
فهاهنا من أعلى منارة يؤذن للصلاة المؤذن من الأحساء، فتراهم يتسابقون إلى المسجد حينما يصطفون ويكبرون وقلوبهم خاشعة، وتلك الألسنة تلهث بذكر الله، فهم مسلمون مسالمون، وجزء لا يتجزأ من قلب واحد ينبض بشعب واحد، حينما نستعمر وطناً نحتاج أن نتفق على قرار واحد ونبض وحيد، حينما تتسارع دقات الزمن وتشيب أمراض العصر معنا، وجسد واحد إذا أشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
عزيزتي ... عزيزي
قبل عقود من الزمان حينما لم يجد الانحراف عن الفطرة له مكاناً بين حنايا تلك الأجيال، حينما المآذن تجوب بحي على الصلاة حي على الفلاح، ترددها بلاد السند فيرد بنفس الصوت من فلسطين، حينما استعمرنا جميع الأوطان وفي كل وجدان بحديث يردده كل إنسان، حينما التعامل مع كائن من كان بالعدل والصفح بالتسامح، حينما كنا متمسكين بمعاني الإحسان.