شارفت هيئة السياحة والآثار على الانتهاء من مرحلة الاكتتاب الخاص في الشركة السعودية للضيافة التراثية (تحت التأسيس)، تمهيدا لإعلان تأسيس الشركة الذي من المتوقع أن يكون خلال ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع الذي سيقام في مدينة أبها خلال الفترة من 9-12 صفر القادم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة.
وقال نائب رئيس الهيئة للاستثمار والتطوير السياحي الدكتور حمد السماعيل: بناءً على موافقة مجلس الوزراء على طلب الهيئة بدخول الدولة ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة، شريكاً في مشروع الفنادق التراثية، من خلال تأسيس شركة مساهمة قابضة لتطوير واستثمار المباني التراثية المملوكة للدولة في الإيواء والضيافة التراثية بتاريخ 1 /4 /1434هـ، واستكمال الهيئة دراسات الجدوى الاقتصادية للشركة وعدد من مشاريعها المقترحة، فقد باشرت الهيئة منتصف شوال الماضي الإجراءات النظامية لتأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية وفق متطلبات هيئة سوق المال، مشيراً إلى أن الهيئة نجحت في استقطاب عدد من الشركات الكبيرة ذات العلاقة والاختصاص في مجال الضيافة والإيواء والعمل في المجال التراثي للاكتتاب في رأسمال الشركة.
وأبان السماعيل أن الشركة ستتولى بعد تأسيسها مهام تأهيل واستثمار وإدارة وتشغيل عدد من المباني التراثية المملوكة للدولة المُستهدف استخدامها كمرافق للإيواء السياحي والضيافة التراثية. وأشاد السماعيل بمساهمة صندوق الاستثمارات العامة بصفته الشريك المؤسس في رأس مال الشركة، مشيراً إلى أن الطرح الخاص يستهدف الآن مساهمة المؤسسات الوطنية من القطاع الخاص في رأس مال الشركة. وبشأن الاكتتاب العام، أفاد السماعيل بأنه وفقاً للنموذجين الاستثماري والتجاري للشركة، سيقتصر الاكتتاب في الوقت الحالي على الطرح الخاص، وسيأتي الطرح العام في مرحلة لاحقة بعد بدء الشركة تشغيل مشاريعها.
وحسب ما هو محدد في قرار مجلس الوزراء، سيتم دراسة الجدوى لكل مشروع تراثي على حدة، ومراعاة مشاركة المستثمرين المحليين في كل مشروع تثبت جدواه، من خلال تأسيس شركات فرعية.
وعن مشاريع الشركة وبدء مرحلة تنفيذها، أوضح السماعيل أن الهيئة أعدت بالتعاون مع مكتب استشاري متخصص في دراسات الجدوى لمرافق الضيافة تقييماً لأربعة مواقع ثبت جدوى تطويرها لهذه الغاية في كل من الدرعية التاريخية، الهفوف، العلا،دة التاريخية، لافتاً إلى أن الشركة ستقوم بعد تأسيسها وتشكيل مجلس إدارتها باختيار تنفيذ مشاريعها.
وحول قيمة الاستثمارات وأحجام المشاريع والمدة الزمنية الخاصة بها، قال بأن مجموع قيمة الاستثمارات للمشاريع المقترحة تتجاوز 500 مليون ريال، ويعتمد حجم الاستثمارات بشكل نهائي على الدراسات التفصيلية والظروف التنفيذية لكل مشروع على حدة، ووفقاً للدراسات الأولية تتراوح قيمة المشروع الواحد بين 150 إلى 200 مليون ريال تقريباً، مبيناً أنّ المدة الزمنية لتنفيذ كل مشروع تتراوح بين سنة ونصف وسنتين.
ويأتي تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية برأسمال 250 مليون ريال ضمن جهود هيئة السياحة في سبيل الحفاظ على التراث العمراني، من خلال إعادة تأهيل واستخدام عدد من المباني التراثية والمواقع الأثرية المملوكة للدولة التي يثبت جدواها الاقتصادية، وتوظيفها توظيفاً اقتصادياً بهدف الحفاظ عليها للأجيال القادمة وإبراز المخزون التراثي والحضاري للمملكة.
وجاء تأسيس الشركة ثمرة لمشروع الفنادق التراثية الذي نفذته الهيئة بالتعاون مع خبراء ومستثمرين محليين ودوليين، وتمثل في تقديم رؤية متكاملة للاستفادة من المباني والمواقع التراثية كفنادق ومرافق ضيافة تراثية، حيث تضمن العمل في المشروع استطلاع التجارب العالمية الرائدة في هذا المجال، ودراسة الجدوى الاقتصادية لعدد من المباني والمواقع التراثية المستهدفة للتطوير.
وكان مجلس الوزراء قد وافق العام الماضي على طلب الهيئة العامة للسياحة والآثار دخول الدولة، ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة، شريكاً في هذا المشروع من خلال المساهمة في تأسيس شركة مساهمة قابضة غاياتها الرئيسة تطوير واستثمار المباني التراثية المملوكة للدولة في مجالي الإيواء والضيافة التراثية.