تتألّف أنظمة إنترنت الأشياء عادةً من مجموعة مجسّات تعمل على جمع معلوماتيتمّ تناقلها في ما بعد بين مختلف الأجهزة بغياب أيّ تدخّل بشري. أمّا البنية التحتيّة الجوّالة اليوم - مع كل ما تضمّه من أجهزة وتطبيقات – فتتمحور عادةً حول التفاعل التام بين البشر.
للوهلة الأولى، قد تبدو هاتان البيئتان مستقلّتين. بيد أنّ تكاملهما بالغ الأهمّية لتشغيل إنترنت الأشياء، لا سيّما في ظروف يُسهم فيها تفاعل البشر، وإصدارهم الأحكام، وتصرّفهم، في تعزيز جمع البيانات، وتحليلها، وتحديد سلوك النظام. وبالمختصر المفيد، ستسهم مشاركات الأشخاص الفعليّين في جعل إنترنت الأشياء أكثر ذكاءً.
إلى ذلك، من شأن نظام يجمع البيانات تلقائيّاً أن يواجه العراقيل، بسبب مشاكل على صلة بنوعيّة البيانات، بما يشمل مثلاً البيانات المتضاربة أو الناقصة، أو تلك التي لم يتمّ التعرّف إليها، ما قد يؤدّي بدوره إلى ارتكاب أخطاء في التحليل. وبإمكان تفاعل البشر مع أنظمة إنترنت الأشياء، من خلال تطبيقات الهاتف الجوال، أن يوسّع نطاق جمع البيانات الحسابية، ويسهم في تصويب، أو تكملة، أو زيادة، أو حتّى تجاوز البيانات التي يجمعها النظام، أو النشاطات التي ينطلق بها كردّ على تحليل بيانات سيّئة النوعيّة.
على سبيل المثال، تشمل قدرات هاتف «آيفون 6» كاميرا، ونظام تموضع عالمي، وبوصلة، وتقنيّة «بلوتوث» وتواصل قريب المدى «أن أف سي»، وتقنيّة تحديد مواقع محدّدة، ومقياس ضغط جوّي، ومدواراً، ومقياس تسارع، ومجسّاً لتحديد قرب الأشياء، ومجسّاً للضوء المحيط. وتسمح هذه الوظائف لشخص ما بجمع سلسلة واسعة من المعلومات التي يمكن استعمالها، هي التالية، للتفاعل مع نظام إنترنت أشياء.
تصوّر أن يرصد نظام حركة مرور تغيّراً جذريّاً في دفق السيّارات داخل أحد الأنفاق. من شأن صورة حادث يلتقطها شخص يعبر النفق ويرسلها عبر تطبيق هاتف جوّال أن تبرّر قراراً بتحويل حركة المرور وفتح الطريق لخدمات الطوارئ.
أو تخيّل شخصاً يضع جهازاً لمراقبة ضغط الدم أو مستويات السكّر لديه.
ومع أنّ تغيّراً في الأرقام قد يولّد اتّصالاً من عيادة الطبيب أو يحثّ على إرسال سيّارة إسعاف، وإعداد أدوية لإنقاذ حياة المريض في غرفة الطوارئ، من المرجح أن تساعد معلومات مباشرةً يعطيها المريض أو شخص مقرّب منه، على تحديد ما إذا كان الإنذار الصادر خاطئاً. وبغضّ النظر عمّا إذا كانت المعلومات قد أدخِلَت عبر هاتف جوّال أو الجهاز المحمول بحد ذاته، فمن شأن معلومات أعطاها المريض أو شخص مقرب منه – كالإشارة مثلاً إلى أنّ المريض نزع الجهاز مؤقّتاً –أن تجعل النظام أكثر ذكاءً.
يكمن مفتاح تعزيز فعاليّة أنظمة إنترنت الأشياء في جعل تلك التفاعلات الصادرة عن الجوّال مناسبة مع الواقع. وبالتالي، علينا أن نبحث عن فرص تخوّلنا الارتقاء بقدرات البيئات التي تستخدم إنترنت الأشياء، وذلك عبر تسهيل مساهمة الأشخاص الفعليّين فيها.