عندما تكون خارطة العمل متسعة من الناحية التنفيذية التقنية فإن العمل نفسه يحتاج إلى متابعة واهتمام بكل جزئية مهما صغرت, أما عندما تكون الخارطة متسعة من الناحية الجغرافية فإن الأهم هو السيطرة والمتابعة دون الأضرار بعامل الجودة والإتقان, هذه هي المعادلة الصعبة في هيكلية عمل أمانة الرياض إذ إنها تجمع بين العاملين التوسع التقني التنفيذي والتوسع الجغرافي, يكفي أن نعلم أن هنالك ثمانية بلديات داخل مدينة الرياض و47 بلدية تتبع لأمانة منطقة الرياض تتبع وكالة الأمانة لشؤون البلديات داخل منطقة الرياض تمتد على مساحة جغرافية كبيرة, مع مراعاة أن التوسع مستمر في مساحتها الجغرافية واتساع أبعد نقطة عن المركز يشكل اتساعاً على حجم التغطية اللازم توفرها في المركز نفسه, السؤال كيف تتم عملية الإدارة والمتابعة وما هو الأسلوب المتبع مركزيا كاملاً أم جزئياً أم لا مركزية مطلقة؟
نحن لا نتحدث عن نقطة الصفر لأن هنالك عملاً أنجز وينجز حالياً والإشارة هنا قوية إلى دور وكالة الأمانة لشؤون البلديات التي تقوم بعمل مهني جبار يجعلها الذراع القوي للأمانة في تنفيذ المخططات والاهتمام بشؤون البلديات, هذا كله يدل على أن هنالك مخططاً تسير عليه المنظومة ككل, لكن قد يكون هناك خطأ في تصور حجم العمل حين نقول أمانة الرياض فإن الكل يحصر رؤيته التقيمية على مدينة الرياض, هذا الأمر فقط للتوضيح بخصوص أن أمانة الرياض مساحة جغرافية متسعة باستمرار تغطي تجمعات بشرية متنوعة في منطقة الرياض وليس مدينة الرياض فقط من حيث الثقافة والاحتياجات والاهتمامات, إذا هنالك عملاً وهنالك إنجاز لكن السؤال الذي علينا البدء بالتفكير فيه ماذا بخصوص المستقبل؟ لعل الأداة الأقرب إلى طرحها في مثل هذه الحالات هي الأداة التكنولوجية وعملية الربط الإلكتروني ما بين الفروع والمركز, وهذا أمر أعتقد أن المضي قدما نحوه أمر حتمي لا مجال للهروب منه أو التغاضي عنه, العالم كله سيكون مرتبطاً إلكترونياً إن لم يكن قد ارتبط فعلياً.
حسنا إذا لا يمكن اعتبار أن الربط الإلكتروني أو الأداة التكنولوجية إنها اختراع أو ابتكار جديد بل هو مجرد مرحلة لا بد من الوصول إليها التعامل معا بكل مهنية, إذاً ماذا هناك أيضاً يمكن تقديمه لتعزيز عمل هذه المنظومة خاصة وأننا في حال تم تهيئة الربط الإلكتروني فإن عاملي المركزية واللامركزية يصبحان تقليداً قديماًً وغير مؤثران في عملية اتخاذ وتنفيذ القرارات, حقيقة من واقع خبرتي ودراستي أجد دائماً أن العودة إلى الأصل في قمة التطور يكون هو الخطوة الأمثل للتحسين, والأصل هنا هو العامل البشري, فلو افترضنا أن الأمانة قامت بتشكيل فريق عمل متحرك مجهز ومعد بكل ما يلزم, هذا الفريق يتنقل بشكل دوري أو حسب الحاجة من فرع أو بلدية إلى أخرى, الهدف الاستفادة من كل حيثية تحصل في أي فرع لتطبيقها في فرع آخر والاستفادة من كل سلبية تحدث لتفادي وقوعها مرة أخرى.
فريق العمل المتحرك يكون دوره في المشاركة بالتخطيط والتنفيذ مع بعض المهمات الرقابية والتقيمية, ويفضل أن يكون هذا الفريق متنوعاً من حيث مصادره التي أرى أن تكون البلديات والفروع نفسها, مركز عمله الرئيسي الرياض والمشرف عليه وكالة الأمانة لشؤون البلديات لضمان الالتزام التام بالمخطط العام ودوره تجاوز البروتوكولات والروتين وتسريع العمل أو تسريع اتخاذ القرار, وكلما وصل هذا الفريق إلى مرحلة من معينة من الإنجاز يتم توطينه بشكل دوري في الفروع نفسها وتشكيل أو تحديث الفريق نفسه بدماء جديدة, مع الاهتمام جيداً إن نوعية هذا الفريق ليست من ذوي الخبرات الكبيرة بل من حديثي التخرج أو متوسط الخبرة وذلك لإعطائهم فرصة للتعلم وبنفس الوقت للتنافس والأهم للتنويع في الأفكار والإبداعات.